الدلال يكتب حول الحدث الإرهابي
زاوية الكتابلسنا بعيدين عن أحداث المنطقة الملتهبة، وخطة الطوارئ لدينا ضعيفة
كتب يونيو 27, 2015, 4:05 م 3971 مشاهدات 0
'ابتداءا رحم الله شهداء الكويت وعظم الله اجر أهليهم ومحبيهم وشافي الله الجرحي وأعانكم الله يا أهل الكويت، فالحدث جلل وهام وله ما بعده وعلينا ان نسلط الضوء على عدد من النقاط الرئيسة، فالكويت ليست بعيده عن أحداث المنطقة الملتهبة فهي ملاصقة لأرض الهرج والمرج والفتن الكبري العراق وقريبة من إيران وسوريا ودوّل الإقليم المضطرب وارتداداتهم علي المنطقة والكويت خصوصا ، كما ان الجميع يدرك ان الإرهاب عابر للحدود وبالتالي دول الخليج ليس بمنأي عنه في ظل التحركات الغربية والعربية والإيرانية والإرهابية العابثة بأمن المنطقة واستقرارها وبلا شك ان محاربة التيارات الإسلامية المعتدلة والوسطية سببا آخر في ترك المجال للتطرف للتوسع علي حساب التوجهات المعتدلة، وقد أشار العديد من المراقبين منذ فترة الي احتمالية انتقال العنف والتفجير الي دول الخليج وما حدث من أعمال عنف أثمه في السعودية دليل علي ذلك ومؤشر عليه.
ما حدث بالامس في الكويت كان افتراضيا متوقع وغير مستبعد في ظل أوضاع المنطقة والمسؤولية هنا في الوقاية منها تقع علي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدولة بان تكون أكثر وقاية واستعداداً لهذه الظروف ويجب فتح تحقيق جاد في مدي احتياطية وجهوزية أجهزتنا الأمنية، سائلين الله ان لا يتكرر الحدث الإجرامي بالأمس ولكن أوضاع المنطقة ملتهبة ولا ضمانات بعدم تكرارها مـا لم يبذل أسباب الوقاية المسئولة من الدولة.
يتطلب كذلك بعد حدث الامس ومع الشكر لكل من بذل اي جهد إيجابي ان يكون لدينا خطة طوارىء، خطة أزمات للحيلولة دون وقوع حدث مماثل او الوقاية من ، فالكويتيون يعلمون جيدا ان الرقابة وامن المرافق العامة كالأسواق والمساجد ضعيف او معدوم الأمر الذي يتطلب معه تحرك مدروس لحماية البشر والمرافق.
من جانب اخر فقد تلاعبت اليد السياسية داخليا بطوائف المجتمع ومذاهبهم وانتماءاتهم العائلية والقبلية والفكرية لتحقيق مصالح سياسية بعيده عن المصلحة العامة أخلت باستقرار المجتمع ، وعلي السلطة ان تبدأ بنفسها بإيقاف هذه الممارسات وعلي طوائف المجتمع وتياراتهم ونخبهم ومؤسسات المجتمع المدني التحرك لمحاربة صور تفريق المجتمع علي أساس الدين والفكر والعائلة والانتماء السياسي فكلنا من آدم وكلنا كويتيون.
رسالتي لأبناء وطني بان يقفوا في وجه من يقتات او يتكسب من وراء الحدث الإجرامي او يحاول ان يجره لأغراض سياسية مصلحيه خاصة، واحذروا الإشاعات فهي معول هدم في الوطن.
كما نشكر الجهود الطيبة والمباركة التي بذلت لمواجهة الحدث الإجرامي والتي تقدمها سمو أمير البلاد والأطباء والعاملين في المستشفيات وأهل الكويت عموما فجزاهم الله خير.
وختاما أيامنا هذه أيام حزن على فقدان أبناء الكويت وإصابة العديد الآخر منهم وأيام غضب علي من تجاوز علي حرمة العباد والمساجد وأيام عمل واجتهاد، وأيامنا هذه ايام عمل واجتهاد لحماية الكويت وأهلها وضمان توفر الأمن والاستقرار وتعزيز التعايش والوطنية.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه'.
المحامي محمد الدلال
تعليقات