الفاسد هو من يتكسب من المحسوبية!.. هذا ما يراه خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الفاسد هو من يتكسب من المحسوبية

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يشير مفهوم “مقومات النجاح” إلى العناصر الأساسية التي ستسهم في تحقق النجاح, ومنها على سبيل المثال تمكن الفرد الحر والمستقل من ربط آماله وتطلعاته في تحقيق النجاح الوظيفي والاجتماعي والاقتصادي الذي يرغبه من دون أن يتعرض لعراقيل ومعوقات تصطنعها وساطات او محسوبيات الآخرين! لا أعتقد أنني أبالغ هنا إذا أكدت في هذا المقام أن المحسوبية (ومن يمارسها ومن يستفيد منها بشكل غير مشروع) ستؤدي إلى تدمير مقومات النجاح المتعارف عليها في المجتمع, فوفق مبادئ أن من سيزرع سيحصد ومن سيخلص في العمل سيجني ثمار جهده وأن الانسان المكافح سيصل لمبتغاه آخر الأمر, ستؤدي المحسوبية وما يأتي تحت مظلتها مثل المحاباة والمحسوبية والتمصلح الحزبي والاحتكار والتنفيع الفئوي إلى تحطيم آمال بعض أصحاب الكفاءات الذين كان يظن بعضهم أنهم عليهم فقط أن يبذلوا مزيداً من الجهود, لأنهم أولاً وأخيراً سيستفيدون آخر الأمر. وبالطبع, تتناقض أحياناً المبادئ والقيم والمثل والسيناريوهات المتعارف عليها حول تحقيق النجاح في البيئة المحلية مع ما يجري على أرض الواقع, فبسبب فساد المحسوبية وبسبب فساد من يمارسها وبالتأكيد فساد من سيستفيد منها رغم علمهم بأنهم يبخسون حقوق الآخرين ويستفيدون بشكل غير مشروع مما لا يستحقونه, ستؤدي المحسوبية بشكل أو بآخر إلى تدمير مقومات النجاح.
أعتقد أن الفاسد الحقيقي في سياق فساد المحسوبية هو من يتكسب ويتربح منها, فهذا النوع من الأشخاص فاسدون في ظواهرهم وفي بواطنهم ويوجد نوع آخر منهم أشد ضرراً على المجتمع, وذلك لأنهم يتخفون وراء مظاهر وشعارات التحرر الفكري ومكافحة الفساد, لكنهم الأكثر فساداً, حيث يقبل أحدهم الاستفادة غير المشروعة من ميزات وحظوات يعرف في داخله أنه لا يستحقها فعلاً ويعلم جيداً أنه يوجد من هم أكفأ منه وأكثر قدرة على خدمة المجتمع.
وبالطبع, سيصبح الأمر سيئاً للغاية عندما تتحول المحسوبية والمحاباة في بعض المجتمعات إلى حالات علنية وظواهر تنفعية جشعة ووقحة في آن واحد, فأحد أسباب انتشار الفساد في أي بيئة إنسانية عدم اكتراث البعض بالمصالح العامة ما داموا سيستطيعون تحقيق مصالحهم الشخصية والأنانية على حساب العدالة الاجتماعية والمساواة في المواطنة. تباً لمن خدع الآخرين باستقامته الأخلاقية المصطنعة, وهو أكثر الناس فسادا وإفسادا, فستلحقه لعنات المظلومين وسينكشف فساده ولو بعد حين, وحتى لو قفز عبر البحار والمحيطات محاولاً إخفاء فساده.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك