المنافقون والاستهزاء بالصالحين!.. بقلم عبدالعزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب يونيو 24, 2015, 12:49 ص 494 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / المنافقون والاستهزاء بالصالحين
عبدالعزيز صباح الفضلي
دأبت فئة من الناس على الاستهزاء والسخرية من أهل الدين والصلاح والعلم، وانتشر هذا في وسائل الإعلام المختلفة، وتنوعت الدوافع لدى هؤلاء فمنهم من يدفعه كره الدين، ومنهم من يبحث عن الربح التجاري، ومنهم من له خصومة ويريد الانتقام، ومنهم من يرى بأن المتدينين يقفون حجر عثرة في طريق تحقيق شهواته ونزواته، ومنهم من يحب أن تنتشر الفاحشة بين المؤمنين لكن وجود المصلحين يتسبب في عدم تحقيق ذلك، إلى غيرها من الأسباب والدوافع.
لقد تتبعت أقوال أهل العلم في حكم من يسخر ويستهزئ في الدين والمتدينين، ووجدت أن أغلبهم يقسم الحكم إلى أمرين:
الأول: إن كان هذا الشخص يستهزئ بآيات الله تعالى أو حديث رسوله عليه الصلاة والسلام، أو بالملائكة أو الأنبياء أو بفريضة من فرائض الله، ثم بلغته الحُجة واستمر على فعله فقد كفر وخرج من الملة.
الثاني: أن يسخر من أهل الدين والصلاح والعلم، وهذا له حكمان:
إن كانت السخرية سببها خَلقهم أو خُلقهم فهو محرم بالإجماع، وقد قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم..».
وإن كانت سخريته بسبب علمهم وصلاحهم وتمسكهم بتعاليم الإسلام ولم يكن جاهلاً بأن هذا استهزاء بالدين فهو كفر مخرج من الملة وردّة عن الإسلام.
لست من دعاة التكفير، ولا من المشجعين أو المتحمّسين له، لكن بالمقابل لست ممن يرضون بأن يتم الطعن بالدين والاستهزاء بأحكامه تحت ستار السخرية من المتدينين، ثم نصم آذاننا ونغمض أعيننا ونخرس ألسنتنا.
وقعت حادثة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: إذ قال رجل في مجلسٍ: ما رأيت مثل قرّائنا هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت ولكنك منافق، ولأخبرن رسول الله، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر: أنا رأيت الرجل متعلقاً بناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، والرسول يقول: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}[التّوبـَـة: 65-66].
فهذه الآية دلت على كفر أولئك المستهزئين، مع أنهم يزعمون بأنهم لم يقصدوا ما قالوا وإنما من باب الضحك واللعب، كما أن ظاهر كلامهم كان السخرية من القراء وليس ما معهم من القرآن، لكن الله تعالى حكم بكفرهم.
ولعظيم خطر الاستهزاء بالدين فقد حذر الله تعالى من الجلوس مع المستهزئين فقال «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَئُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا».
قال ابن كثير في تفسيره:( أي إنكم إذا رضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويستهزأ بها، وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه).
وأنا أنصح بعدم مشاهدة أو متابعة أي مسلسل فيه سخرية من أهل الدين، إذا كان الهدف من المشاهدة الترفيه حتى لا تشاركوهم الإثم.
تعليقات