نحن أحوج إلى فهم المعارضة الصحية!.. هكذا يعتقد تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يونيو 23, 2015, 1:04 ص 437 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الغلول.. والمعارضة الصحية!
د. تركي العازمي
في شهر رمضان الكريم نستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ما بال العامل نستعمله على العمل ثم يأتينا فيقول هذا لكم وهذا أهدي إليَّ أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه»!
والغلول هو أخذ العامل/الموظف أيا كان منصبه من المال العام سواء كان على هيئة هدية أو خلافه من العطايا نظير أداء عمله الذي أؤتمن عليه!
ولأن الغلول وملاحظة انخراط الكثير من الشبهات تحت مسميات مختلفة فيه خلال الأونة الأخيرة لاحظنا ظهور أصوات معارضة لهذا النهج نتفق مع الغالبية منها، لكن الوسيلة المتبعة غير موفقة على الإطلاق.
أن يصل الأمر إلى التصعيد والتجاوز الأدبي الذي وصل إلى حد ولي الأمر فهذا أمر منبوذ شرعاً واجتماعياً.
النصيحة لها أسس وقواعد لا يجوز بأي حال من الأحوال عدم الأخذ بها والميل إلى العاطفة حتى وإن عظم مستوى الغلول فأنت كفرد تبين الأمر وتوضح ملابساته لولي الأمر مع بسط نموذج أدبي محترم في التعامل عند مخاطبة ولي الأمر وفق القنوات المتبعة التي في الغالب بعيدة عن العلن.
الغلول... والمعارضة الصحية نقصد من ورائها توجيه النصيحة لأحبتنا ممن يهمه الإصلاح فيما يخص طريقة إدارة شؤون المؤسسات لدينا العام منها والخاص وهناك فرق بين الحرية و«قلة الأدب»!
المجتمعات الغربية أتت بوسائل التواصل الاجتماعي لهدف نبيل يرمي إلى نقل المعرفة والتواصل حول القضايا التي تهم الشأن العام منها ماهو تخصصي ومنها عام متصل بشؤون الحياة.
أما لدينا فأصبحت ساحة قنوات التواصل الاجتماعي للتراشق وبث الفرقة بين أفراد المجتمع والإساءة التي يرددون الهدف منها توجيه النصيحة وقد يكون المتسبب فيها جاهلاً بأمور دينه أو أنه يتبع هوى نفسه «مع الخيل يا شقرا» إضافة إلى التعصب لأعضاء المجاميع من معارضة متشددة ضد مجاميع المعارضة المعتدلة!
في رمضان نذكر بهذا الحديث لعل كل فرد عامل يفهم العقوبة التي تنتظره إن أخذ مبلغاً أو هدية أو خلافه نظير أداء عمله.
في رمضان نحن أحوج إلى فهم المعارضة الصحية وكيف إنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر والسيرة النبوية سطرت الأحاديث الكثيرة في هذا المجال لكن قليل من أحبتنا من أدرك خطورة هذا السلوك.
نريد عقلانية في الطرح، ونحن ندفع تجاه توضيح الخلل في المنظومة الإدارية من باب النصيحة لعل وعسى أن يستقبلها أصحاب القرار بصدر رحب ويتم تجاوزها وإن لم يفعلوا فنحن نكون قد أدينا الواجب علينا وكفى!
التناصح يهدف إلى إرشاد الناس وتوجيههم إلى مكامن الخلل وهو منهج إصلاحي يعكس النية الصالحة لأطرافها، وبالتالي قبول النصيحة من عدمه أمر لا علاقة لنا به حيث دور الناصح ينتهي عند الإبلاغ عن حدث معين أو التعليق عليه حسب رؤيته التي يفترض أن تكون مبنية على عوامل عدة منها الإلمام بالموضوع وتوفر الخبرة فيه إضافة إلى سلامة مضمون النصيحة عند صياغتها فلا ضرر ولا ضرار والحق يراد أن يتبع!
لنعود إلى هويتنا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية الطبية والعمر يمضي وكل ما تبديه من قول وعمل أنت محاسب عليه... وأليس بيننا رجل رشيد أحبتي سادة وسيدات المجتمع الكويتي يفهم المقصود من هذا المقال ويضع يده على الجرح؟... الله المستعان!
تعليقات