فتنة الأجهزة الذكية غلبت الناس في دينهم!.. بنظر وليد الغانم
زاوية الكتابكتب يونيو 23, 2015, 12:52 ص 604 مشاهدات 0
القبس
لا تفسد طاعاتك بتصويرك
وليد عبدالله الغانم
صورني وأنا اصلي التراويح.. صورني وأنا أتصدق على الفقير.. صورني وأنا أختم القرآن الكريم.. صورني وأنا بلباس العمرة.. وهكذا لم تبق عبادة واجبة ولا سنة مستحبة إلا تسابق البعض لا لنيل أجرها وثوابها ولكن للتشهير بفعلها بين الناس، في اخلال عظيم بصدق النية بالعمل الصالح.
هذه الطاعات بعضها واجب على كل مسلم، وبعضها مستحب. واتفق علماء الامة على شرطين لقبولها وهما: إخلاص النية وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم بفعلها. واخلاص النية يقصد به اداء الطاعة رغبة في الاجر والمثوبة والقبول من رب العالمين وحده دون انتظار اي تمجيد او ثناء او اجر من البشر ، كبيرهم وصغيرهم.
ما يقوم به بعض الناس، وربما بحسن نية، من الافتخار والاشهار لطاعاتهم، أمر مناف للاخلاص في العمل. فما هو الهدف من اعلام الناس بأنك قد تصدقت وتبرعت، أو انك قرأت القرآن الكريم وختمت، أو انك زرت مكة المكرمة وطفت وسعيت؟! فهذه كلها عبادات وطاعات يقوم بها المسلم رجاء الاجر والثواب ولا شأن للبشر في هذه الاعمال.
لقد حذر النبي الكريم من الرياء في العمل، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» (رواه مسلم). فماذا يجني المسلم من تعبه ونصبه وإنفاقه لماله واضاعته لوقته اذا كانت تلك الاعمال لأجل مديح الناس وثنائهم عليه؟ لقد انقلبت عليه اعماله فكانت اثماً وغبناً بدلاً من ان تكون فضيلة وأجراً.
ان فتنة الاجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي غلبت الناس حتى في دينهم، وزاحمت الشهرة نيتهم فأصبح البعض يقدم الكاميرا والتصوير والنشر للناس على الاستعداد للعبادة والتفكر في فضائلها واحتساب أجرها، فيا ايها الناس اخفوا اعمالكم واصلحوا نياتكم، فانما الأجر والثواب والقبول من رب العالمين لا من الفلورز والمتابعين.. والله الموفق.
***
• اضاءة تاريخية:
في احدى السنوات (بالستينات) صام اهل الكويت اليوم الثلاثين لشهر رمضان وفي ضحى ذاك اليوم أُعلن انه يوم العيد بعد ان صام الناس جزءاً من النهار ففطروا وعيدوا.
تعليقات