هل أصبحنا كلنا تحت مجهر التهم لأننا مثقفون؟!.. يتساءل حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 1154 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  أنا مثقف فهل ثقافتي تسخر لعبودية أحد؟

د. حمود الحطاب

 

أتوقف قليلا عن متابعة الكتابة في موضوع “هل الدعوة لله ملزمة للأفراد وملزمة للجماعات” الذي مازلت أكتب فيه وقاربت في ذلك الشهرين لأكتب في موضوع مهم آخر وهو موضوع بشريتي, إنسانيتي, عقلي, ثقافتي تعليمي خبراتي الاجتماعية خبراتي الإنسانية خبراتي التخصصية … هل أنا ممنوع من الاستفادة منها حياتيا? هل أنا ممنوع من إيصالها للآخرين بهدف تطوير قدرات شعبي وعيالي وأمتي وبلدي وأقربائي وأصدقائي? هل لي الحرية وهل لي الحق كإنسان تراكمت خبراته الثقافية ونضجت, هل لي الحق في توجيه حياتي, علميا وثقافيا وحضاريا, حياتي وحياة مجتمعي القريب ومجتمعي الإنساني البعيد? هل لي الحق في توجيههم نحو الأفضل من خلال كل هذا الكم الخبراتي والعلمي والمشهود له من خلال كل الشهود, أم هل أنا مرهون عند أحد من العباد يبرمجني ك¯ “ريبوت” آلي مصنع, يحركني من قريب أو من بعيد ب¯ “ريموت” كيف ما شاء ومتى شاء? حتى لو كان هذا الذي يتحكم بي خبراته في حدود أكله وشربه وشايه وقهوته? هل لي الحق أن أقول للحق سلمت يا حق وأقول للباطل خسئت يا باطل? هل لي الحق أن انتقد الخرافات والخزعبلات ومن يتبناها ويضل إخواني في الإنسانية والبشرية والآدمية, أم أنا ممنوع من هذا ولأي سبب كان?
هل أنا كمثقف مجرد صندوق يحتوي على كل هذا الذي يحتويه ولا روح ولا عقل للصندوق يوجهه بما فيه أو هو كما قال تعالى:” مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا” مجرد حامل للكتب? مجرد صندوق في ركن بيتي, وفي ركن مجتمعي, وركن بشريتي, وركن عالميتي, هل أنا أيها المثقف مجرد هيكل صنعني مجتمعي في مدارسه وجامعاته وابتعاثاته مجرد هيكل, ليقال عن هذا الهيكل إنه هيكل ثقافة ? يعني مجرد مخطط على ورق, أم هل أنا كتلة ثقافة من اللحم تعيش لتأكل?
سؤال: هل التعلم جريمة في حسابات بعض البشر? بمعنى تتعلم فتتكلم بما تتعلم هل هذه جريمة? هل عندما تعمل في وظيفة عينك فيها فكرك وثقافتك هل أنت ممنوع من أن تتكلم بعلمية وخبراتية أم يجب أن تكتم ما علمك الله?
وسؤال آخير هنا: هل العمل بالفكر العلمي والثقافي الصحيح والمقنن محرم دوليا? هل العمل بالإعلام مثلا جريمة? هل كونك كاتبا في صحيفة أو محررا فيها أو ناقدا في محطة فضائية هل هذا يعني أنك دخلت عالم الجريمة فتوقع أن يقبض عليك دوليا, او في أي مكان وفي أي لحظة? هل وصلنا إلى هذه الحالة في هذا القرن? هل أصبحنا كلنا تحت مجهر التهم لأننا مثقفون?
إلى اللقاء –

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك