'طبيعية'.. محمد الشيباني واصفاً نتيجة الانتخابات البرلمانية التركية

زاوية الكتاب

كتب 388 مشاهدات 0


القبس

من الخير لهم أن يتفقوا..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

النتيجة النهائية للانتخابات البرلمانية التركية ووصول بعض الأحزاب إلى أغلبية في البرلمان، وظهور الأكراد لأول مرة في تاريخ الدولة التركية وتراجع حزب العدالة الذي لم يحظ بأغلبية برلمانية لا تعني نهاية حزب العدالة أو انهزامه أو ضعف قوته، فهذه نتيجة طبيعية كما قال ذلك أغلب المحللين، فقد كانت بعض الأحزاب التي فازت تصب أصواتها لحزب العدالة ثم تحولت تلك الأصوات إلى أحزابها العرقية الجديدة أو أحزابها الفكرية القديمة.
ومع وصول ما وصل من الأحزاب إلى أغلبية أو قريب منها، فإن هذا لا يعني أن تتصرف بعاطفة الحزب أو العرقية أو الانتقام، بل عليها أن تتصرف بوطنية صرفة، وأن تجعل مستقبل تركيا فوق كل اعتبار، وألا تنسى إنجازات حزب العدالة في مسيرته الماضية التي تحولت فيها تركيا من دولة مدينة إلى دولة دائنة ومن دولة بوليسية أو عسكرية إلى دولة اطمأنت إليها شعوب الخليج العربية فأسهمت في مسيرة البناء الاقتصادي، وتحولت تركيا إلى دولة جالبة لرؤوس الأموال الخليجية بعد أن كانت طاردة لها بسبب عسكرة الدولة وطموح الأحزاب غير المسترشد لمستقبل واعد يطمئن فيه المستثمر.
اليوم تحاول أغلب الأحزاب التي فازت في الانتخابات البرلمانية متعاونة أن ترجع ذلك الماضي الأسود وتحول تركيا مرة أخرى إلى تلك العلمانية البغيضة أو ما شابهها فتقف عندها رؤوس الأموال مترددة ثم تهاجرها فيرجع الاقتصاد إلى التذبذب الذي كان عليه قبل مجيء حزب العدالة إلى الحكم الذي جعل غالبية الشعب يتنفس الحرية والدين الذي منع منه حقباً طويلة، ولتعلم الأحزاب العلمانية ومن يتبع خطاها من أحزاب أخرى أن الشعوب الخليجية برجال أعمالها ومؤسساتهم لم يدخلوا تركيا ويستثمروا بها وتصبح هناك حركة عمار وتجارة عقار إلا بالاطمئنان والأمان اللذين لقوهما في سياسة الرئيس أردوغان وسياسة حزبه، بل لم يصبح لتركيا هيبتها بين الدول وفتح الآفاق مع دول الخليج العربية إلا بنظام حكمه، وعليهم أن يتحالفوا معه لمصلحة تركيا ومستقبلها واقتصادها الذي صار متيناً وبه صارت كلمتها قوية بين الدول.
المحللون يعلمون تمام العلم أن هناك قوى إقليمية وغيرها تحاول زعزعة كل ذلك الأمان والرخاء، وعلى الأحزاب الوطنية أن تفوت ذلك على الأعداء المتربصين لها قبل أن تفوت الفرصة، ويعملوا بروح الفريق الواحد مع وجود الاختلاف الفكري أو الديني، وهو أمر صحي، فيشكلوا حكومة ائتلاف يتقبل فيها الآخر ويتعاون معه لمستقبل تركيا هذا البلد الجميل وبعدالته الجميلة. والله المستعان.

• الطوارنية

«مستمدة من الأفكار الغربية كانت السبب في انهيار الدولة الإسلامية (العثمانية).
(د. عبدالعزيز الغني إبراهيم). 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك