قياديونا لا يملكون أساس الإدارة الجيدة!.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  المجالس.. 'الفضفاضة'!

د. تركي العازمي

 

مجلس إدارة فضفاض لـ«البترول» يجمع «القدامى»... ومرشحي الوزير «خبر نشر في الراي ـ الصفحة الأولى عدد الثلاثاء 16 يونيو 2015»!

هذا هو قرار مجلس الوزراء الذي رفع عدد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية إلى 16 عضواً وفق تسوية للخروج من الأزمة التي يمر بها القطاع النفطي شريان الحياة في دولة الكويت وأعجبتني كلمة «فضفاض» والمقصود بها في قاموس اللغة العربية «واسع».

من زاوية قيادية... لا أعترض ولا أوافق لكن سأعرض بعض المبادئ القيادية التي كتبها أشهر الباحثين في علم القيادة والإدارة.

سأكتفي بمقولة هنري منتزبرج: «طبيعة القيادة تتطلب الشجاعة في أخذ القرارات المفيدة للأجيال القادمة»... وجوناثن جوسلينج صاحب المقولة الخالدة «القيادة من دون أساس الإدارة الجيدة يمكن أن تكون مدمرة»!

هنا نسأل الحكومة مجتمعة «هل نملك قيادياً شجاعاً في اتخاذ القرار المفيد للأجيال القادمة؟ وهل قياديونا يملكون أساس الإدارة الجيدة؟

الحاصل أن مجريات الأمور تشير إلى أننا لا نملك الشجاعة ولا يملك معظم قياديينا أساس الإدارة الجيدة والأدلة لا تحتاج لمزيد من البحث في قرارات خرجت وتم التراجع عنها٬ وقرارات اتخذت وكسب المتظلم منها حكما إدارياً!

ومجريات الأمور تؤكد تنصيب قياديين لا يملكون خبرات إدارية ولا حساً قيادياً... وهذا لا يعني أنني ضد المحاصصة إن كان لا بد منها لكن المحصلة من تطبيقها لم يكن موفقاً!

إن كنا من واقع الثقافة الكويتية المعمول بها مؤسساتياً مضطرين لتعيين قيادي معين من مجموعة معينة فعلى الأقل يفترض أن تكون لديه خبرة في صياغة وصناعة القرار، ولديه خبرة في إدارة الأفراد والمؤسسات لأن المنصب القيادي معني بالرؤية٬ تحفيز التابعين وتوجيههم٬ تحقيق النتائج٬ الرشد٬ المعرفة٬ والقدرة على اتخاذ القرار ومعايير أخرى عرفها معظم الباحثون من محصلة أبحاث أجريت على أرض الواقع بعضها امتد إلى 25 و75 عاماً على كبرى الشركات في أميركا وبريطانيا مصدر معظم المناهج في الإدارة والقيادة ولا قصور بالبقية من الباحثين.

المجالس «الفضفاضة»... واسعة ولا غرابة في الأمر ما دمنا بعيدين عن المفاهيم القيادية والإدارية لكن السؤال هو: من هو المستفيد؟

كم كنت أتمنى، وإن قيل عني «أنت تحلم.. أنت تبحث عن المثالية»٬ أن تتوسع الحكومة في ضم مجموعة من خيرة الشباب الكويتي ممن يمتلكون خبرة، معرفة٬ مؤهلا علميا محترما٬ قوة شخصية محاطة بقيم أخلاقية ونزاهة/أمانة مستواها عالٍ وتكون وظيفة هذه المجموعة استشارية ترصد القرارات الصادرة وتضع رؤيتها حولها وترسم حوكمة محددة الجوانب إدارياً كي تتجنب الحكومة الأخطاء الإدارية التي يتخذها بعض القياديين ممن تنقصهم الخبرة الإدارية!

أتحدث عن المثالية لسبب بسيط وهو أننا في دولة صغيرة تضم عقولاً نيرة لو تم استغلالها بشكل سليم لأصبحت الكويت واحة جميلة عبر قرارات لا تحتاج إلى تسويات أو تراجع ومشاريع تنفذ وفق معايير دولية محترمة!

أتحدث عما يشعر به كل مواطن يبحث عن معايشة مرحلة تحولية تنقل الكويت إلى مصاف الدول المتقدمة: فماذا ينقصنا؟... مرحلة طال انتظارها بعد أن شعرنا بوضوح غياب تطبيق مفاهيم القيادة السليمة في اختيار القياديين وصناعة القرارات والتيه الإداري الذي نلاحظه مع كل خطوة تغييرية إدارية لبعض القضايا التي تهم الشأن العام وتنتهي بتراجع أو تغيير أو... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك