الاختناقات المرورية .. متى تنتهي؟!

محليات وبرلمان

أزمة يعاني منها الجميع خصوصا عند أبواب المدارس

1056 مشاهدات 0


يواجه أولياء الأمور والطلبة مشكلة يومية عند الذهاب والعودة من المدارس، وفي السنوات الاخيرة باتت تشكل معاناة كبيرة لا يعيها إلا أولياء الأمور, الذي يتطلب منهم أحيانا الخروج من عملهم لحجز مكان بين السيارات الكثيرة، لكسب الوقت كي يصلوا لأبنائهم, وإذا كان هناك أكثر من فرد من الأسرة بمراحل دراسيةمختلفة فهناك صعوبات أكثر.

 وإن الازدحامات المرورية عند مداخل ومخارج المدارس أكثرها وضوحا، وقد يحاول البعض تجنب المرور من الشوارع التي تحيط بالمدارس، لعل وعسى أن لا يدخل في دوامة الزحمة ويغوص مع أعداد السيارات الكثيرة هناك. و غم أن هناك أحد الحلول التي قد نجحت بحل هذه الأزمة، وما أقصده فكرة (مطمن) من قبل شركة النقل العام الكويتية، التي طبقت بمنطقة الرميثية كنوع من التجربة, ولاقت نجاحا  خفف عبئا كبيرا على الكثير من الأسر الكويتية، من حيث تقليل تواجد السيارات بمواقف سيارات المدارس، التي بدورها خففت هذه الإزدحامات وخاصة أن الشوارع دوما تكون ضيقة الحيز و يكون لها مدخل ومخرج واحد فقط، وفي بعض الأحيان تقع هذه المدارس على شوارع رئيسية ومهمة، مما يصيب عجزا واضحا بحركة سير السيارات.

 

 

الأمر الذي  يشجع فعلا استمرار مثل هذه الأفكار المبدعة، وخاصة تلك التي نرى أنها تسهل حركة السير، وأيضا تعتبر حلا مناسبا جدا ومريح للأسرة, خاصة أن   (الباصات المدرسية)  يكون عليها رقابة ومتابعة من جهتين، وهي شركة النقل العام ووزارة التربية, ولعل وجود مشرف تربوي بهذه الباصات أثناء الذهاب والإياب للطلبة يعد اهتماما واضحا من الجهة التي تقوم بالإشراف على تلك الباصات, و تعطي نوع من الاطمئنان الذي ترغب بها كل أسرة.

باصات(مطمن) التجريبية خلال سنة دراسية واحدة، والتي قدمت وسيلة النقل للطلبة بجميع المراحل,  وهي ذات جودة عالية ونسبة أسعارها مقارنة بالدول الأخرى منخفضة جدا, وللعلم فإن السعودية بدأت الآن بتطبيق نفس الفكرة، وأطلقت عليها لقب (الأمين) وبدأ تطبيقها في المدينة المنورة كخطوة أولى، وخصصت لها ميزانية تبلغ مليار ريال سعودي، لنقل أكثر من مليوني طالب وطالبة,  كما تقوم البحرين أيضا بتوفير نفس الخدمة لعدد 23 ألف من الطلبة والطالبات، ولعل هذا الأمر يعد إنجازا مهما, ولابد أنهم قد أطلعوا على تجارب الآخرين بتطبيق تلك الأفكار، والتي تعتبر الكويت أحد أوائل الدول التي قامت بتجربة هذه الفكرة لفترة مؤقتة، في حين تلك الدول ستنفذها  بصورة مستمرة.

الأهداف التي ستتحقق من تنفيذ هذا المشروع بصورة دائمة، هي عملية نقل الطلبة بصورة آمنة,  كما أن توصيلهم لمنازلهم أمرا يحمل معه الكثير من النتائج الايجابية المهمة، منها على سبيل المثال تخفيف الاختناقات المرورية والازدحام الناتج من عدد السيارات الكثيرة, وتقليل الاعتماد على السائق الأجنبي، وما في من ذلك من آثار سلبية, والتخفيف من الأعباء التي يتحملها أولياء الأمور في نقل أبنائهم، وتوفير ساعات العمل التي يهدرها الموظفين في توصيل أبنائهم، والكثير من النتائج التي يبحث عنها العديد من الأفراد .

 

 توقفت فكرة 'مطمن' بعد أن نجحت تجربة تطبيقها لأسباب غير منطقية ساقتها وزارة التربية، ومن الممكن معالجة أي خلل تراه الوزارة، وهو ما حدى بالنائب عدنان عبدالصمد بتوجيه سؤال لوزيرة التربية بهذا الخصوص، حيث يرغب العديد من الناس تطبيقها وخاصة في المناطق التي تعاني ازدحاما شديدا، كمناطق العاصمة والفروانية وحولي وغيرها الكثير، ينتظرون بقلب مطمئن أن يتم عودتها بصورة أوسع ومستمرة على الدوام, وحتى لو تم أخذ الآراء وعمل البحوث والدراسات كي يتم رؤية أهمية هذا المشروع المهم على البلد، والذي يعتبر من الحلول المناسبة لتخفيف وطأة الازدحام في الشوارع، كما أننا بحاجة أيضا لدراسة الأسباب الرئيسية للاختناقات المرورية، التي باتت من أهم المشاكل التي يواجهها المواطنون والمقيمون يوميا، وبطبيعة الحال فهم يرغبون بأن توضع لها الحلول المناسبة، وأن لا تكون مجرد تجارب فقط ، والجميع يرغب بالتجربة الناجحة وإبعاد الأخرى الفاشلة.. فهل هناك صعوبات بتطبيق هذه التجارب البسيطة ياوزارة التربية والداخلية؟!

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك