التقرير العالمي للتعليم للجميع 2009 يضع عدم المساواة في صلب أولوياته

عربي و دولي

بيلي جين كينغ 'مرشدة عالمية بشأن المساواة بين الجنسين'

371 مشاهدات 0


لا يزال الكثير من عدم المساواة في مجال التربية والتعليم في العالم، بحيث يفرض على الملايين من الأولاد في مختلف أنحاء كوكبنا على البقاء في ظروف صعبة، والغرق في مستنقع الفقر. هذا أحد الاستنتاجات الرئيسية التي يقدمها تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع للعام 2009، الذي يصدر تحت عنوان'التغلب على عدم المساواة: أهمية الحوكمة'، والذي سيعرض في جنيف في 25 من الجاري.
 
فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها عدد من البلدان من بين الأكثر فقرا من اجل تحسين ظروف الحصول على التعليم، فإن ظواهر عدم المساواة لا تزال مرسخة. ويحذر التقرير من أن المخاطر كبيرة أيضا في أن يتأثر الدعم الدولي لقطاع التعليم، بالأزمة المالية الحالية.
 
سيجري إطلاق التقرير خلال افتتاح المؤتمر الدولي للتربية الذي سينعقد في جنيف بين 25 و28 من الجاري، بحضور مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا ومدير فريق التقرير، كيفين واتكينز.
 
يقدم تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، كل عام، استعراضا للأوضاع التربوية في العالم، يقوم به عدد من الخبراء المستقلين وتصدره اليونسكو. ويهدف في إطار منتدى التربية العالمي الذي انعقد في دكار (السنغال) عام 2000، إلى إجراء عملية تقييم للمسيرة العالمية حيال التزام الدول بتقديم تعليم أساسي لجميع الأطفال والشباب والكبار بحلول عام 2015.

من جهة اخرى عيّن المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، اليوم، السيدة بيلي جين كينغ، لاعبة التنس الأمريكية، صاحبة الأسطورة في هذا المجال الرياضي، عيّنها 'مرشدة عالمية بشأن المساواة بين الجنسين'، في إطار شراكة اليونسكو ودوريّ رابطة سوني إريكسون، اتحاد لاعبات التنس المحترفات. جرت حفلة التعيين في الدوحة، عاصمة قطر، بحضور مساعد المدير العام للتخطيط الاستراتيجي، هانس دورفيل، ممثلا المدير العام لليونسكو.
وهكذا فإن برنامج بيلي جين كينغ للاختبار والتدريب على القيادة، المزمَع تمويله في إطار شراكة اليونسكو ودوريّ رابطة سوني إيريكسون لتنس النساء، سينضم إلى المشروعات الأخرى التي تموَّل في إطار هذه الشراكة، مشروعات في الكامرون، وليبيريا، والأردن، والصين، والجمهورية الدومينيكية. هذا البرنامج الجديد تُجريه المؤسسة الرياضية النسائية، وسيتيح في كل سنة فرصة لامرأة شابة لاكتساب خبرة في الصناعة الرياضية، من خلال اختبار وتدريب لدى المؤسسة الرياضية النسائية، بما في ذلك فرص توظيف لاحق في مجال الاقتصاديات الرياضية. والغرض من هذه المبادرة هو تكوين الجيل القادم من قادة الرياضة النساء، لأن تمثيلهنّ ضعيف جدا في المناصب القيادية في مجال الصناعة الرياضية.
'إن هذه الشراكة هي خطوة قوية في محاولة تحسين قضايا المساواة بين الجنسين على مستويات كثيرة وأنا يشرفني أن أكون جزءا من هذا الفريق'، تقول بيلي جين كينغ وتضيف إن 'هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بكسر الحواجز لإعطاء الفرصة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. واحدة من أنجعها هي أن نوحد مواردنا، وطاقاتنا وخبراتنا. إن اليونسكو، والمؤسسة النسائية الرياضية واللاعبين من سوني إريكسون، اتحاد لاعبات التنس المحترفات معا يمكن أن يكونوا قوة فاعلة للتغيير الاجتماعي '.
وفي رسالة فيديو، قال المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، إن تعيين كينغ مرشدة عالمية بشأن المساواة بين الجنسين جاء 'اعترافا بمسارها المهني المرموق، الذي ألهم الملايين من البشر وحوّل تحويلا عميقا حياة الشابات في العالم. ويعبّر تعيينها أيضا عن الاعتراف بالدور الذي أدته في إرشاد أجيال من لاعبات التنس اللواتي اقتفين خطاها. وقد حققت كينغ هدفها إذ استعملت الرياضة وسيلة للتغيير الاجتماعي'.
 وتطرق ماتسورا في رسالته إلى مبادرات كينغ، واصفا إياها بأنها 'ابتكارية مثيرة للحماس'، ولاسيما إنشاؤها المؤسسة الرياضية النسائية، عام 1974، ومبادرة غرينْسلام (القذفة الخضراء) عام 2007: الأولى من أجل تحسين مكانة المرأة في الرياضة، والثانية من أجل تشجيع الصناعة الرياضية على تحمّل مزيد من المسؤولية تجاه البيئة.
و تنضم كينغ، بوصفها مرشدة عالمية بشأن المساواة بين الجنسين، إلى زميلاتها فينوس ويليامز الأمريكية، وتاتيانا غولوفان الفرنسية، وجانغ جي الصينية، اللواتي حملن جميعا لقب مروّجات المساواة بين الجنسين. إنهن نواة الأنصار لشراكة اليونسكو ودوريّ رابطة سوني إيريكسون لتنيس النساء، شراكة استُهلّت، عام 2006، من أجل تشجيع ودعم المساواة بين الجنسين، والنهوض بدور قيادي للمرأة في جميع المجالات الاجتماعية.
والبرامج الجاري تنفيذها في إطار الشراكة المذكورة هي: في ليبيريا، مشروع إنشاء مدرسة ليلية للنساء فقط تستوعب 1000 فتاة. ويشتمل هذا المشروع أيضا على تدريب معلّمات على تحسين تكافؤ فرص الانتفاع بالتعليم الجيد، في مرحلتيه الابتدائية والثانوية، لنساء الفئات المحرومة في ليبيريا التي تعيش مرحلة ما بعد النزاعات. وفي كامرون مشروع يضم مجموعة من النساء الناجحات في السياسة والأعمال الاقتصادية والبطولات الرياضية، يقُمن بتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة تعزز الدور القيادي للمرأة والمساواة بين الجنسين. وفي الصين، يهدف مشروع إلى زيادة نسبة نساء الريف الناشطات في إدارة الشؤون المحلية، وإلى النهوض بعملية لصنع القرار أفضل توازنا من حيث مشاركة الجنسين. وفي الجمهورية الدومينيكية يُنفَّذ برنامج، من خلال أنشطة للتوعية، وبناء القدرات، والتدريب، إلى الترويج لدور قيادي للمرأة في المجالات الاجتماعية والسياسية. مثلا، سيوفِّر واحد من هذه المشروعات التدريب لـ 80 امرأة بين عمر 18 و 28 سنة، على مهارات القيادة بالتشارك، من أجل تشجيعهن على الارتقاء إلى مناصب رئاسية في منظمات المجتمع المدني والمنظمات السياسية. وفي الأردن، سيُصَمّم برنامج قانوني للتوعية على الحقوق، يتكون من 24 حلقة عمل للتدريب القانوني تقام في مختلف أنحاء البلاد، من أجل تمكين النساء من خلال تعريفهن بحقوقهن.

الآن : فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك