ما بين المعارضة والموالاة

زاوية الكتاب

يكتب فواز البحر عن 'الله لا يغير علينا'

كتب فواز البحر 2831 مشاهدات 0


أتمنى!!
فواز البحر

في مقالاتي السابقة و زياراتي العديدة للدواوين في شمال الكويت وجنوبها ووسطها دائما ما اقابل شخص او شخصين ينتقدان المعارضة بطريقة بذيئة او يصفها بانها مدفوعة الأجر من دول اجنبية او حتى بعضهم يقول انتم لديكم زهو الخراب والتدمير والبلاد لا تحتاج الى مطالباتكم وحتى بعضهم وفي التلفاز يقول لدينا ديمقراطية تنافس الدول الاوروبية، انتم تريدون سقف اعلى من اوربا ؟؟!! وزد عليها التعليقات التي تصاحب كل مقاله اكتبها، انت خارجي انت تبحث عن الدمار، من انت لكي نتنقد الحكومة الله يعز الحكومة.

في بعض  الاحيان ومن باب الحقيقة، اقول اتمنى ان يكون لدي عين مثل اعينهم او احساس مثل احساسهم او حتى قليل من المشاعر والتفائل التي اشاهدها وهم يتكلمون ؟؟

على مستوى شخصي انا مهدد بالسجن اقل عقوبة سنتين من التهم الموجهة ضدي وزد على هذا الرفاق الذين الآن بالسجون واحدهم سجن لانه فقط فعل (اعادة تغريد) للشاعر احمد مطر الذي كان يكتب اشهر قصائده بجريدة القبس الكويتية !!، والآن وهذا الحدث المشؤوم سجن ضمير الشعب مسلم البراك لانه عبر عن رأيه، وإن قال هذا الملف السياسي انت فيه غير محايد، حسنا لنتكلم عن الملف التعليمي و الملف الصحي وملف التنمية وخطة الاعمار و و وغيرها.

يقول هناك اخطاء ونعم هناك فساد، حسنا اذا لنتكلم عن السرقات والايداعات يقول نعم حصلت ولكن لايوجد دليل حقيقي ملموس، وهنا اشاهده بنظره غريبة واسأله؟؟، اذا لماذا تنكر علي الغضب ؟؟، يدخل في خطاب خلفيته الموسيقيه ( وطني لعبد الكريم عبدالقادر)، 'هذي الكويت اللي لازم انحافظ عليها ولا اندمرها'، وهنا أبدأ بالصراخ واقول ( يا الغالي اكرمنا في سكوتك).

انا لا اعلم في الحقيقة، كيف هم يشاهدون المشهد العام بالكويت، هل هم فقط يحاولون الهرب من الحقيقة ام فقط يحاولون ان يتكلمون كنخبة القوم؟، وهنا تذكرت قصة ظريفة لمارك توين وهو يستهزأ في مقلدي  المعجبين في الفن، وتذكرت بانه هناك فئة تكرر ماتسمع فقط، فهي تريد ان تكون كالنخبة في حواراتها وذوقها، وطبعا اقصد بالنخبة الفاسدة المملتئة بمال الشعب المسروق، يقول مارك توين وهو ساخر من هؤلاء المتصنعين والمعجبين بالفن وهم لا يختلفون عن ربع ( الله لايغير علينا )، ( يأتي الناس من كل اصقاع العالم ليمجدو تلك التحفة النادرة ,يقفون امامها مبتهجين محبوسي الانفاس وشفاهم منفرجة وعندما يتحدثون , يتحدثون فقط بالهتاف الجذاب المنتشي : ((اوو انها رائعة)) ((يالتعبير)) ((يالسمو الوضع الجسماني)) ((ياللوقار!)) ((ياللرسم المتنقن)) ((ياللألون التي لاتجاري)) ((ياللأحاسيس))

اني احسد اولئك الناس واحسد اعجابهم الصادق – ان كان صادقا- وبهجتهم- ان كانو يحسون بالبهجة- ولا أكن العداوة لأي أحد منهم , ولكن بنفس الوقت فإن الفكرة التي تتطفل على عنوة , كيف يستطيعون رؤية ماهو غير منظور ؟ ماذا برجل نظر الى كيلوبترا البالية العمياء , التي بلا اسنان والتي انتشرت البثرات في وجهها ثم يقول (( يا الجمال المنقطع النظير ! ماهذه الروح ماهذه التعابير)) ومارأيك برجل حدق بغروب داكن ضبابي ثم قال (( يالهذا السمو ! ويالهذه المشاعر ! يالهذا الغنى بالالوان)) وما رأيك برجل حدق بنشوة في صحراء من جذوع الاشجار ثم يقول (( يالروحي , وقلبي النابض لهذه الغابه المهيبة التي هنا ))

انتهى كلام مارك توين، واظن تشبيه واستهزاء الساخر الذي استخدمه مارك توين في امكاني ايضا انا استخدمه معهم، فمثلا استطيع ان اقول ( ما اجمل هذه اللفة التي افتتحت في الخط السريع ما اجملها انها سمو فني راقي , او مثلا استطيع ان اقول ما اجمل توسعة مستشفى العدان الذي كلف 230 مليون دينار انها كلمة العدان ورقم 230 يجعلك تعيش في سمو اخلاقي او مثلا ما اروع هذا القرار تخييم خلف محطة البانزين  انها لمسمة تنموية راقية ومتقدمة)

وبكل صراحة، اتمنى ان يكون لدي عين مثل اعينهم او مشاعر مثل مشاعرهم لكي استطيع ان اخدع نفسي.

الآن - رأي / فواز البحر

تعليقات

اكتب تعليقك