المحسوبية تتعارض مع المواطنة الحقة!.. يكتب خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2015, 12:58 ص 561 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / 'المحسوبية'.. لا تنه عن خلق وتأتي مثله
د. خالد عايد الجنفاوي
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” (المائدة 8).
تشير المحسوبية إلى المحاباة الظالمة لمصلحة الأقرباء والأصدقاء وأبناء التيار الفكري أو الحزبي وتنفيعهم بشكل يتناقض مع العدالة الاجتماعية ويتعارض مع ما تمليه القوانين والأعراف حول ضرورة الحرص على تكافؤ الفرص والنأي عن ممارسة أي نوع من التفرقة بين الاكفاء والمؤهلين من المواطنين, وإذا كان حري بالإنسان السوي الترفع عن النوازع الشخصية والمصالح الفردية أثناء ممارسة الديمقراطية, فحري بمن يحترم القوانين ومبادئ العدالة والانصاف أن لا يجحف بحقوق الآخرين, وأن يترفع عن الانغماس في المحسوبية, وما يرتبط بها من مظاهر مثل التمييز السلبي والمنسوبية (محاباة الاقارب) ومحاباة الاصدقاء (Cronyism).
وصفت المحسوبية في مقالة سابقة أنها “كابوس مرعب وبخاصة لأصحاب الكفاءات, حيث تحطم خلال ثوان معدودة أمالهم وتطلعاتهم الايجابية والمشروعة في ربط كفاءتهم الشخصية بما يمكن لهم تحقيقه في مجتمعهم من نجاحات”.
تتعارض المحسوبية مع المواطنة الحقة حيث من المفترض أن يتنافس المواطنون المتساوون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات الاجتماعية والوطنية بشكل عادل بهدف تحقيق أقصى درجات النجاح الشخصي والوظيفي في مجتمعاتهم, فلا يحق لفرد آخر أن يمنعهم من ربط آمالهم وتطلعاتهم الإيجابية بما يمكنهم تحقيقه من ارتقاء وظيفي أو تقدم اجتماعي فقط لأن بعضهم لا ينتمي لأي تيار سياسي أو فكري أو تجمع حزبي.
وإذا كان حري بالإنسان السوي وسليم العقل والقلب أن يترفع عن ارتكاب ذنب المحسوبية فجدير أيضاً بمن يقدم نفسه للآخرين كإنسان يلتزم اخلاق القرآن الكريم أو يلتزم بمبادئ الديمقراطية والتمدن ألا يأتي بما يتناقض مع مبادئ العدالة الدينية والديمقراطية! فكيف بأحدهم أن يحافظ على وقار ديني ينشده أو استقامة مدنية يصبو إليها, وهو في الوقت نفسه يتصرف بشكل يتنافى مع ما تمليه النظم والأخلاقيات, ومع ما هو متعارف عليه حول التدين أو التمدن أو التحرر من التعصب؟
من وقع سابقاً ضحية للمحسوبية أو للطائفية أو القبلية أو الفئوية السلبية حري به ألا يمارس ما كان يعاني منه في السابق, فذلك عارٌ عظيم على بعض من ينهي عن أمر سلبي ويردد الشعارات الرنانة حول الاستقامة الأخلاقية ولكن حين تحين له الفرصة يمارس التفرقة والاقصائية بكل أشكالها وأنواعها ونكهاتها! –
تعليقات