تقويم القياديين ينبغي أن يسبقه تقييم للوزراء!.. هكذا يعتقد حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 438 مشاهدات 0


الوطن

..والوزراء المتخاذلون من يحاسبهم؟

حسن علي كرم

 

تقييم اداء كبار القياديين اذ انه يدخل حيّز التنفيذ بعد صدور القوانين المعدلة الاخيرة في شأن اداء وكفاءة القياديين، هذه المرة الاولى في الجهاز الحكومي يتم قياس اداء القياديين وفقا لقانون، وهذا ما يعني اصبح القياديون من وكلاء ومساعديهم والمديرين او من في حكمهم تحت مجهر المراقبة القانونية التي يفترض ان تكون الميزان الاستشعاري الذي يقيم القيادي وفقا لنشاطه وتفانيه وابداعه وانتاجيته في المركز الذي يشغله، الا ان السؤال هل سيطبق هذا فعلا ام كما نقول كلام جرايد؟! 
فالقياديون عادة يختارهم الوزراء او بالواسطة حيث يتم فرضهم في مناصبهم دونما اختبار او مراجعة لكفاءتهم ما اذا كانوا يناسبون لمناصبهم ام مجرد ملء الكرسي وترضيات! هذه احدى معضلات الادارة الحكومية المستدامة، فكلما جاء وزير جاء بربعه، سواء من داخل الوزارة او من خارجها والضحية بالطبع هو البلد بمن فيه وما فيه، حيث تراكم الأخطاء القاتلة وخسارة في المال وتاخير في الاعمال وجمود في المشاريع وتأخر عن ركب التنمية والوقوف خلف البلدان المتقدمة.
تقييم اداء القياديين او رفع كفاءتهم او عدم التجديد لهم او الاستغناء الفوري كل ذلك لا يحسّن اداء العمل الحكومي، اذا لم يعمل الجهاز الحكومي كفريق واحد، فالمشكلة او معانات المواطنين مع الوزارات هي ان كل وزارة جزيرة معزولة عن الاخرى، بل في الوزارة الواحدة الادارات معزولة بعضها عن بعض، وابسط شيء ان يقول لك الموظف وبكل برودة دم «احنا ما علينا منهم» ويقصد الادارة الآخرى التي هي في ذات الوزارة وربما في الغرفة المجاورة!
تقويم القياديين ينبغي ان يسبقه تقييم للوزراء، فالوزير الضعيف لا يأتي بقياديين اقوياء واكفاء، وانما يأتي بقياديين على شاكلته، وهو الامر الذي يتعين على رئيس الوزراء اختيار فريقه الوزاري وفقا للكفاءة والأهلية وتطبيق مبدأ الرجل المناسب في المنصب المناسب، فالوزراء يحتاجون كما القياديون الى مراجعة وتقويم اداء، هناك وزراء أداؤهم متواضع الا انهم يغطون ضعفهم بتمرير المعاملات للنواب والمتنفذين وبذلك ينالون الرضا الذي لا يستحقونه!
تحديث الادارة يحتاج الى تحديث العقل الحكومي، بمعنى الحاجة الى نفضة شاملة وبمعنى أوضح او أسطع نسف الادارة المهترئة والمترهلة والكسولة الى ادارة نشيطة ورشيقة ومتفاعلة ومتفانية ومتواكبة مع العصر، وغير ذلك كلام فاض
ماله مزية!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك