حان الوقت لأن نخرج بثورة فكرية تصحح حالنا الاجتماعي!.. برأي تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2015, 12:48 ص 595 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / بعد 'أسبوع مختلف'!
د. تركي العازمي
شعرت بألم كبير على المستوى الشخصي حين أدخلت والدتي المستشفى... ولحق بها الوالد بعد اسبوع وندعو المولى عز شأنه أن يعافي ويشافي كل مريض.
وبعد أن تحسنت حالتهما ترددت في كتابة هذا المقال فالإسبوع «هذا غير»... والحمد لله على كل حال.
سأكتبه مختلفا حيث رسمت ملامح المقال بعد قراءة خبر تناقلته الوكالات يوم الخميس الماضي ومتابعة مقطع لمرشد سياحي تركي.
الخبر حول حكم محكمة لوس أنجليس التي حكمت يوم الثلاثاء الموافق 12 مايو 2015 بسجن رجل ضرب كلبه حتى الموت لمدة عام وأمرته بحضور دروس لتعلم التحكم في الغضب وعدم القسوة على الحيوان!
والمقطع يقول فيه المرشد إنني دعوت السياح إلى زيارة أشهر قصر عثماني وقلعة محمد الفاتح الذي غير مجرى التاريخ ولا أحد منكم «جماعات» قد آتى (موجها كلامه للسياح) وشرحت لكم عن قصر مهند ونور ووجدت الكل قد أتى لزيارته... وقال «ارجعوا لأماكنكم قبل أن تنقلب بنا السفينة»!
نعم أسبوع مختلف.. فنحن شعوب مسلمة فقدت مفاهيم الإسلام الحقيقي... أصبحنا نتجاهل ما يفترض علينا تعلمه من تاريخنا الإسلامي العظيم حيث كان الرجال «غير» والزمن «غير»!
نعم أسبوع مختلف... يسجن رجل لضربه كلباً لمدة عام ومعظم بقاع الأرض فيها يقتل إخواننا ولا يتحرك ساكن٬ وتقتل القيم الأخلاقية ولا أحد يتحرك ويقتل المال العام وتنتهك حرمته ولا نجد مداناً يحاكم ولو لمجرد المحاسبة!
الطريف في خبر سجن الرجل أن المحكمة أمرت الرجل بحضور دروس لتعلم التحكم في الغضب وعدم القسوة على الحيوان.
أي دروس يراد منا تعلمها... هل ندرس كل من ترك العنان لنفسه وأصبح يتسبب في الضرر لكل من يخالفه ويكيل التهم ويقذف بالأبرياء في مواقع التواصل الاجتماعي ويتجاوز الأمر إلى الدخول في النوايا التي لا يعلم بها سوى الله عز وجل.
إنها الثقافة التي تدهورت مفاهيمها... ونحن من تركنا مفاهيم وقيم ديننا الإسلامي الحنيف لنرتمي بحضن الثقافة الغربية ومن الطبيعي أن نحصد جيلاً جديداً مختلفة قيمه ومعتقداته ونتابع كل أنواع التخلف الفكري والتراجع في الحريات وأدب الحوار!
أعتقد إنه حان الوقت لأن نخرج بثورة فكرية تصحح حالنا اجتماعياً... نعلم فيها الأبناء والآباء وكل أفراد المجتمع ما يجب أن نؤمن به حسب ما جاء في ديننا الحنيف وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة.
إنها الحياة الكريمة التي نبحث عنها تأثرا بالحديث الشريف لصفوة الخلق الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «إنما هلك الذين من قبلكم لأنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه٬ وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد٬ وأيم الله لو كانت فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»!
مشكلتنا الحالية... أننا نعيش في زمن نرى فيه الخطأ ونتحدث عنه ناصحين ولا نجد أذنا صاغية وإن «صحنا» من هول ما نرى نجد التهم والدخول في النوايا حصيلة توجيهنا النصيحة: فهل نكف عن توجيه النصيحة؟
لن نتوقف.. إنها رسالة نوجهها لكل عاقل وحكيم ونتمنى من المولى عز شأنه أن يحفظنا ويحفظ البلد والعباد من كل سوء وأن يرزقنا بكوكبة من القياديين المتميزين بالكفاءة والنزاهة... والله المستعان!
تعليقات