أحمد الجار الله لصحيفة «المصرى اليوم»: يجب على الحكومة التخلى عن «الحلم والصبر» حتى لا تبرز «عزوات» شيعية أو سنية أو قبلية

محليات وبرلمان

1197 مشاهدات 0


 

 


 

القاهرةـ :
قال الكاتب  أحمد الجار الله، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية فى حديث مطول أجرته  صحيفة (المصري اليوم) فى القاهرة إن  الديمقراطية فى الكويت فضفاضة وعلى  الحكومة التخلى  التخلي عن  «الحلم والصبر»  حتى لا تبرز «عزوات» شيعية أو سنية أو قبلية، وأن الحكومة لم تتأخر كثيرا فى مواجهة الأزمة الاقتصادية،
كما أفرد جزءا كبيرا من حديثه عن معوقات الاقتصاد والديمقراطية فى الكويت.

وفيما يلى نص الحوار الذى يخص الكويت:

** «المصرى اليوم»: هل ترى أن الكويت تأخرت فى التعامل مع هذه الأزمة الاقتصادية، وكان هناك نوع من التخبط والعشوائية فى بداية التعامل معها؟

* الجار الله: لا.. ليس نوعاً من العشوائية، وإنما للأسف صراع سياسي، فالحكومة تأخرت بضعة أيام وليس شهورا، ولكننا نقول دائما فى الحروب «اللى يكسب الحرب من يطلق رصاصته قبل عدوه بدقيقتين»، وكان تأخر الحكومة نابعا من قناعات لديها، وكان من الممكن أن يتغير الوضع لو كانوا وضعوا الحلول قبلها بشهر.

** «المصرى اليوم»: إذن، هل الحكومة الكويتية تدخلت فى حل الأزمة؟

* الجار الله: نعم تدخلت الحكومة من خلال الأموال التى ضختها فى البنوك، فضلا عن أن القانون الكويتى يشترط سحب ٨٠% فقط من قيمة الوديعة وترك ٢٠% فى البنوك، بمعنى أنه لو وضع مواطن كويتى وديعة فى البنك قيمتها بليون دولار، لا يحق له إلا سحب ٨٠٠ مليون وترك ٢٠٠ مليون فى البنك، لمحاولة القضاء على التضخم الناتج عن تساهل بعض البنوك والسماح لعملائها بسحب ما يزيد على هذه القيمة وتعويضها من بنوك أخري، وأحيانا يكون التضخم جزءاً من اقتصاد صحي، على الرغم من محاربة الدول لهذه الظاهرة، فهو كالدواء له تأثيرات جانبية.


** «المصرى اليوم»: انتقد عدد من الكتاب الكويتيين والعرب كثرة الاستجوابات فى البرلمان الكويتي، التى دائما ما تنتهى بحل الحكومة دون إكمال برامجها، فكيف يمكن من وجهة نظرك التصدى لهذه الأزمة؟

* الجار الله: لابد أولا التعرف على مصدر الديمقراطية الكويتية، فعندما قررت القوات الإنجليزية الانسحاب من الكويت فى السبعينيات، تم توقيع اتفاقية بينها وبين الكويت، تدافع بمقتضاها بريطانيا عن الكويت إذا طلبت ذلك، وبعد إعلان استقلال الكويت، ردد رجل يدعى عبد الكريم قاسم أن الكويت تخضع للقضاء العراقي، لنستعين ببريطانيا ثم جامعة الدول العربية لحماية حدودنا، وعندما أردنا دخول منظمة الأمم المتحدة، وقف ضدنا الاتحاد السوفيتى باعتباره صديق العراق آنذاك.

ومنذ ذلك الوقت نصحنا الإنجليز بأن نكون دولة مؤسسات، وندخل الديمقراطية لكى لا يحتج الاتحاد السوفيتى على دخولنا المنظمة، وبالفعل تم إعمال الديمقراطية فى الوقت الذى كان فيه المجد الناصرى مستشريا فى المنطقة، فكان الناس كلهم مؤمنين بالمبادئ التى أرساها جمال عبد الناصر، التى استفادت منها الدول العربية وأضرت للأسف المجتمع المصري.

واستطاع هذا التيار القومى العربى خلق دستور يسحب صلاحيات الحاكم تحت مسمى «بند حقوق الشعب» وكانت الحرية وقتها مبالغا فيها، وهذا هو الشكل الذى نلاحظه اليوم من عدم الاستقرار، والذى أدى إلى زحف صلاحيات السلطة التشريعية على التنفيذية، وزحف صلاحيات السلطة التشريعية على صلاحيات القضاء، ومنها إلى الصحافة وكل مؤسسات المجتمع المدني.

وبالفعل نجد الشعب الكويتى أصابة الملل والاستياء من تصرفات السلطة التشريعية، التى عطلت الكثير من مشروعات التنمية ومرئيات الحكومة، وإصلاح المشكلات التى برزت فى الآونة الأخيرة، بل أصابنا تخوف من تحول الأزمة الاقتصادية الأخيرة إلى صراع سياسى يتدخل فيه المجلس، لإيقاف الإجراءات الحكومية ونجد أنفسنا واقفين أمام مثل أزمة المناخ التى عانى منها الكويت من قبل،

 فأنا أعتقد أن الديمقراطية فضفاضة، ولكن الجسم الكويتى لم يكبر أمام هذا الثوب الفضفاض ولا حتى حاول الانكماش، لذلك نجد صراعات متوترة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وهذه التوترات تركت تأثيرات على هيبة الحكم وطقوسه، ولكى نواجه هذه الأزمة يجب على الحكومة ممارسة دورها والتخلى عن ما يسمى «الحلم والصبر» فى القضايا التى لا تتحمل لا حلما ولاصبراً، وإنما تحتاج إلى البت والإسراع فيها، حتى لا تبرز «عزوات» شيعية أو سنية أو قبلية، تشكل خطراً أكبر من الذى كانت تشكله الأحزاب فى يوم من الأيام.

** «المصرى اليوم»: تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال، أشهرها حادثة الـ٢٧ طلقة، ومع ذلك مازلت أحمد جار الله الصحفى العميد الذى دافع عن العدالة العربية وليس المحلية فى الكويت، ومع ذلك مصر على الاستمرار فى هذا الطريق، فماذا تنصح شباب الصحفيين من خلال خبرتك فى مجال الصحافة العربية؟

* الجار الله: لابد أن يكون الصحفى دسماً فكرياً، وليس حافظاً لكلمتين من التاريخ أو من تجارب الآخرين، ثم تدعى أنك إله الصحافة، فمنذ دخولى عالم الصحافة، عملت على تعبئة ذهنى بتجارب الشخصيات العالمية الذين قادوا الحروب وعمليات السلام والاقتصاد العالمي، وأخذت على نفسى عهدا بألا انتظر نقودا من عملى بالصحافة، ومن هنا اتجهت إلى عالم المال والاقتصاد، واشتغلت بمجالى الصحافة والأعمال سويا، فكنت صحفياً ورجل أعمال فى آن واحد، مطبقا الحكمة العربية «سعيد من هوايته مهنته وأنا هوايتى العراك السياسي».

 

تعليقات

اكتب تعليقك