صالح الشايجي: ثمان صحف يومية فيها ألف صفحه؟؟!!

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0


صالح الشايجي تشابه الورق علينا وتكاثر، وصارت مطابعنا تذرف دمعها الأسود كثيرا وكثيرا. نصطبح يوميا بثماني صحف ذات أوراق تجاوز الألف أو في حدود ذلك، نقرأ أو نحاول التجرؤ على القراءة، فتفشل مساعي اغلبنا، لان القراءة مهمة مستحيلة أو شبه مستحيلة او انها صعبة على اقل تقدير. من قال ان صحفنا الثماني هي لكل من يدب على قدميه أو يسعى؟! أو أنها لمن يجيد القراءة أو يحبها؟! هي بضاعة في السوق «تلك الصحف الثماني» كحال الخبز والصابون والدجاج المجمد والمرطبات ومشتقات الألبان، فليس المرء مجبرا على شراء كل ما تحويه رفوف الجمعيات وبراداتها من بضائع تتنافس، ولكن لكل متسوق ذوق وذائقة، يختار ما يشتهي من المعروض فيلذ ويتلذذ بما اشترى او انه يصد عنه ولا يعود يقربه. والصحف حالها حال تلك البضائع المكدسة على الأرفف والمسوّقة، والجيد منها جيد، والـرديء رديء لا يـــقربــه إلا ذو عين عميت أو عقل زرّ وفرّ. الصحافة بضاعة العرب الجديدة، مثل الفضائيات ومثل المنابر والاحزاب والمجالس والدواوين، كل يظن ان «الزين عنده والشين حواليه» فكل فارس ركب صهوة جواده وامتشق سيفه، ظن ان المعركة كانت بانتظاره حتى تضع اوزارها، وتنصّبه القائد الحالي المنتصر البطل! نعيش ونرى ونعيش لنرى. الكثرة تغلب الشجاعة ولكن تظل «الكثرة» عديدا بلا فخر، بينما «الشجاعة» سمو نفسي واخلاقي ونبل ومكانة سامية، فان هزمت «الكثرة» الشجاعة فليس لانها - الكثرة - الأفضل، بل لانها الأسهل، بينما الشجاعة فضيلة القلائل.
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك