'قسنطينة' تحتفي بعيد تقطير الورد لمدة أسبوعين

عربي و دولي

2521 مشاهدات 0


انطلقت بمدينة (قسنطينة) الجزائرية عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 اليوم فعاليات (عيد تقطير ماء الورد) التي تستمر على مدى اسبوعين بهدف التعريف بعادات المدينة العريقة في هذا المجال وخلق مجال للحرفيين لترويج منتج ماء الورد الطبيعي .
وتضمنت فعاليات العيد اقامة مهرجان جابت خلاله عربات مزينة بباقات ورود وفرق فلكلورية قلب المدينة تخليدا لعادات (تقطير ماء الورد) في قسنطينة مدينة الجسور المعلقة وذلك في اطار فعاليات (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015).
ويسعى (عيد تقطير ماء الورد) الذي تستمر فعالياته حتى 12 مايو المقبل الى القاء الضوء على مهنة تقطير ماء الورد التي تضرب بأصولها في العمق التاريخي والحضاري والثقافي لمدينة قسنطينة وخاصة في أحيائها القديمة الى جانب عرض الآلات المستخدمة فيها.
ويعد استخدام ماء الورد أو (الماء المقطر) أو (ماء الزهر) من العادات التي تشتهر بها مناطق جزائرية عدة وتتشبث بها عائلات توارثتها أبا عن جد وأصبحت تجارة ضاربة في عمق تاريخ بعض المدن الجزائرية.
ففي مدينة (صالح باي) وفي بيوت حي (السويقة) العتيق بقلب مدينة (قسنطينة) أخذت العشرات من العائلات صيتا واسعا باحترافها لمهنة (تقطير الورد) وخاصة المستخلص من (زهرة اللارنج) وبوسائل تقليدية يمكن النساء من جمع الكثير من ماء الورود.
وقالت السيدة زبيدة من عائلة بن عبدالرحمان وهي من العائلات العريقة في المنطقة انها تمتهن حرفة تقطير الورد منذ ثلاثين سنة حيث تعلمتها من والدتها وأصبحت حرفة تدر دخلا لها.
وأضافت زبيدة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن عملية تقطير الورود 'دقيقة جدا' حيث تتطلب الالتزام بالتقنية المتبعة من أجل الحصول على ما يسمى بحسبها (ماء القطار) أو (خلاصة ماء الورد).
وبخصوص عملية التقطير اوضحت السيدة موني بن عزوز وهي من بين النساء التي احترفت مهنة تقطير الورود والزهور لمدة ربع قرن في تصريح مماثل ل(كونا) ان العملية تحتاج الى اناء يستعمل للتقطير توضع فيه كميات من المياه فيما يوضع الورد المقطوف حديثا في اناء آخر يوضع على الاناء الذي يحوي الماء.
واضافت موني أن 'الاناء الذي توضع فيه الورود فيه ثقوب وله فتحتان مزودتان بأنبوبين الأول لاستخلاص ماء الورد والثانية للتخلص من الماء الساخن حيث يوضع الاناء الذي يحوي ثقوبا على الاناء الذي يحوي الماء ويتم وضع الاناءين على نار هادئة.
واشار الى أنه بعد هذه العملية يمكنها الحصول على ماء الورد الخالص المقطر أو ما يطلق عليه (رأس القطار) وبعد عملية التقطير التي تستغرق ساعات عديدة يتم جمع ماء الورد في قنينات من الزجاج يجب غلقها باحكام.
وذكرت ان هذه العملية تحتاج الى صبر 'لأنها تستغرق وقتا طويلا' وذلك لضرورة ان يغلي الماء والأهم في هذه العملية هو تجديد الماء الساخن بالماء البارد في كل مرة لتتم عملية التقطير بشدة.
واللافت للانتباه ان عملية تقطير الورد في مدية الجسور المعلقة (قسنطينة) أنعشت سوق بيع الآلات المستخدمة فيها حيث يكلف (القطار) المكون من اناءين مصنوعين من النحاس الأحمر أو الألمنيوم ما يزيد على 500 دولار وهي في مقابل ذلك أنعشت تجارة بيع ماء الورد. وتستعمل ربات البيوت في قسنطينة والمدن المجاورة لها ماء الورد في صناعة الحلويات كما تضعنه في قنينة نحاسية تزين مائدة شرب القهوة حيث يضاف ماء الورد الى القهوة لتقدم له نكهة خاصة.
ومن المنتظر أن تحتفل قسنطينة بعيد تقطير ماء الورد سنويا ابتداء من العام المقبل تخليدا لعادات (تقطير ماء الورد) في مدينة الجسور المعلقة.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك