خالد الصالح يكتب عن العرفنجيه

زاوية الكتاب

كتب 557 مشاهدات 0


ما أسعد من يلمها! كتب:د. خالد أحمد الصالح ينفطر قلبي حين أراهم لايحسنون المشي ولا يجيدون تقليد مشية الآخرين. اسف لما حصل لهم، ولكنهم نتاج مفاهيم خاطئة انتشرت في مجتمعاتنا العربية، انهم شلة (العرفرنجة) يتكلمون الانجليزية بلوية اللسان ويتكلمون العربية ايضا بلوية اللسان، لايتقنون العربية ولايستطيعون الابداع في اللغة الانجليزية. ما أجمل شباب العرب الذين يجيدون لغتهم الأم، يبدعون بها، ويحلقون بحروفها حاملين المعاني اللطيفة، مستفيدين من حلاوة التشبيه وجمال الاستعارة، وباحثين بين أطياف الكلمات لتصوير المعاني ورسم الخيال حتى كأنك ترى في خطاباتهم شخصيات تتحرك ومشاعر تتموج فوق السطور!!. اشعر بالحزن العميق وانا ارى بعض الاسر من اجل ان تفتخر في ان ابنها يجيد التحدث بالانجليزية تفرض عليه الحديث طوال اليوم باللغة الانجليزية، فينسى خفايا لغته الام فلا يستطعم لها مذاقا ولا يشتم منها رائحة، فيموت لديه الاحساس بلغته وأبدا لن يستطعم الاحساس بغيرها فهو ابن البيئة التي أجواؤها عربية وبحارها عربية وصحراؤها عربية. ان اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية ويجب ان تبقى كذلك ولابد ان يعي كل أب وأم انه مهما عمل لابنه او لابنته فلن تصبح الانجليزية لغته الاولى. اما اولئك الصبية والفتيات فانهم سيستمرون في (لوي) ألسنتهم، ويتفاخرون امام أقرانهم بانهم يتقنون اللغة الانجليزية، لكنهم محرومون من الابداع، لايبدعون بلغتهم الاصلية ولايقدرون على الابداع بلغتهم المصطنعة. أقولها صادقا لابنائي وبناتي الطلاب والطالبات، اهتموا بلغتكم العربية واحترموها فانها وسيلتكم الوحيدة للتعبير الصادق، انها نافذتكم التي تطلون بها على العالم ومن دونها ستشعرون انكم محرومون من اهم مايميز الانسان، القدرة على الخطابة والسمو في التعبير. وللذين لايعرفون مقدار جمال لغة العرب، نقول لهم، انها لغة الاحساس القادرة على حمل أدق المشاعر وأرقها فوق الحروف، لغة الجمال التي لاتستطيع اي لغة في العالم تصويره كما تستطيع لغة العرب. انها لغة المرادفات التي ترتقي مع أمل المشاعر بقدر مايرتقون، وما أسعد من يلم بها! [email protected]
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك