القبول في كلية التربية الأساسية أصبح أمراً سياسياً!.. بنظر بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 826 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  زيدي يا حكومة الأعداد.. ونحن نزيد الساعات!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

نُفاجأ كل عام دراسي بنسف خطط القبول الطلابي بكلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وهي تعتبر اكبر كلية تربوية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يتم قبول اعداد طلابية تتجاوز بكثير الأعداد الطلابية التي تم التخطيط لقبولها، اعتمادا على عدد الشعب الدراسية التي تم توفيرها من الأقسام العلمية بناء على عدد اعضاء هيئة التدريس الموجودين بها، واعتمادا على الميزانية التي تم اقرارها من ادارة الهيئة للكلية مسبقا، وهذا التجاوز في العدد الطلابي يؤثر حتما في تقدير المستحقات المالية للساعات الزائدة عن النصاب لأعضاء هيئتي التدريس والتدريب، لكونهم سيضطرون إلى تدريس ساعات اضافية، بالإضافة إلى مستحقات المنتدبين عن الفصل الدراسي الاول، ليقدر مجموع مستحقات الساعات الزائدة بزيادة آلاف الدنانير عن مجموع مخصَّصات الفصل الدراسي الثاني والفصل الدراسي الصيفي الواردة من الهيئة.. بما يعني نفاد ميزانية الفصل الدراسي الصيفي تقريباً، ومن ثم تبدأ التصريحات الطلابية النارية ضد أعضاء هيئة التدريس لمطالبتهم بصرف الساعات الزائدة، التي بذلوا جهودا مخلصة في إنجازها بجدارة واقتدار ولامتناعهم عن تدريس الساعات الاضافية، مما يقلل فتح المجموعات الدراسية، وبالتالي تأخير تخرج الطلاب والطالبات.
ان زيادة الميزانية للساعات الزائدة عن النصاب للكلية تعتبر زيادة طبيعية بسبب فتح مجموعات دراسية في مختلف التخصصات في الكلية لمواجهة الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات، والتي ارتفعت في الفصل الدراسي الحالي عن العام الماضي بمقدار 6300 طالب وطالبة، مما تطلب فتح ما يزيد على 280 مجموعة دراسية إضافية في التخصصات المختلفة. وهذا بالطبع يستنزف ميزانية الهيئة المعتمدة من ادارة الهيئة للكلية، بالاضافة الى التأثير سلبا في المستوى التعليمي للطلاب والطالبات، حيث وصلت الأعداد الطلابية في المجموعات العملية والتطبيقية الى 35 طالباً، والمفروض لائحيا 20 طالبا.. ووصلت الأعداد الطلابية في مجاميع المقررات النظرية الى 85 طالبا، والمفروض لائحيا 50 طالبا! ولا بد للكلية ان تأخذ بعين الاعتبار منذ بداية الفصل الدراسي المقبل الالتزام بالميزانية المحددة من قبل الهيئة للكلية، وهذا بالطبع سيحد من الاستعانة بالمنتدبين والتقليل من الساعات الاضافية لاعضاء هيئتي التدريس والتدريب، وبالتالي تقليل عدد المجموعات المتوافرة للمقررات الدراسية، وبالتالي التسبب في زيادة عدد سنوات بقاء الطلاب والطالبات بالكلية.. ان قبول الطلاب والطالبات في كلية التربية الاساسية اصبح امرا سياسيا، ونناشد حكومتنا الرشيدة الالتزام بقبول العدد الطلابي بناء على الإمكانات البشرية والمادية، وليس بناءً على رغبة نواب مجلس الأمة. 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك