خبيران يتوقعان تعافي أسعار النفط تدريجيا قبل نهاية العام الحالي
الاقتصاد الآنإبريل 14, 2015, 3:30 م 677 مشاهدات 0
قال خبيران نفطيان كويتيان إن المخاوف من تطور الأحداث الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتراجع انتاج النفط الخام الأمريكي تسببا في ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية أمس رغم تخمة المعروض ووفرة الامدادات.
وأوضح الخبيران في لقاءين منفردين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان معظم التوقعات تشير إلى ان أسعار النفط ستتعافى تدريجيا قبل نهاية العام الحالي.
من جهته ذكر الخبير النفطي محمد الشطي ان معدل سعر نفط خام الإشارة مزيج برنت يقف خلال عام 2015 عند 54 دولارا للبرميل حيث تأرجحت أسعاره خلال الأشهر الأولى من عام 2015 ما بين 45 و 62 دولارا للبرميل وهو ما يعني ان معطيات السوق أفضل من التوقعات بشأن صناعة النفط رغم اختلال ميزان الطلب والعرض.
واشار الى ان الأسعار ستشهد تحولا حينما اظهر الطلب تحسنا مقابل ان يظهر المعروض انخفاضا بحيث يحدث التوازن ويتأكد الجميع من ان اساسيات السوق فعلا تصب في هذا الاتجاه خاصة ان الجهات المتخصصة ترى ان هناك سيرا للسوق في هذا الاتجاه بالرغم من ارتفاع المعروض وارتفاع المخزون.
وافاد الشطي بان التوقعات تشير الى خفض في اجمالي انتاج النفط الخام الأمريكي من ديسمبر 2014 الى ديسمبر 2015 بنحو 140 ألف برميل يوميا مع خفض الانفاق الاستثماري في قطاع التنقيب والاستكشاف والإنتاج وخفض عدد منصات وابراج الحفر.
ولفت الى ان تعافي أسعار النفط وخفض أكبر في تكاليف الإنتاج قد يعني توفير المزيد من المعروض في السوق وهو ما يؤثر على أسعار النفط مشيرا الى انه اذا تراوحت أسعار نفط خام برنت ما بين 65 و 70 دولارا للبرميل فقد تكون ذات جدوى اقتصادية لمعظم المنتجين في ضوء استمرار النجاح في خفض تكاليف انتاج النفط الصخري ما بين 20 و 40 في المئة بالإضافة الى النجاح في رفع وتحسين إنتاجية الحفر.
وحول التطورات الجيوسياسية في العالم ومنطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص قال الشطي انها تزيد من الغموض في مسار السوق حيث ان عدم استقرار الوضع في ليبيا يؤثر في توقعات المعروض بشكل كبير اذ ان انتاج ليبيا حاليايدور حول 600 ألف برميل يوميا رغم توقعات سابقة بانه يدور حول 350 ألف برميل يوميا.
واوضح ان رفع الحظر عن مبيعات النفط الإيراني يعني عودة بين 500 و 700 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني الى السوق خلال عام 2016 'رغم الكثير من السيناريوهات والافتراضات حول ذلك ولكن بلا شك فإن عودة النفط الإيراني للسوق قد تؤخر تعافي أسعار النفط بين 6 و 12 شهرا'.
وذكر ان التوقعات بشأن صناعة النفط تضع متوسط أسعار نفط خام الإشارة مزيج برنت في حدود من 50 الى 60 دولارا للبرميل خلال عام 2015 وهو ما يعادل أسعار النفط الخام الكويتي ما بين 45 و 55 دولارا للبرميل خلال عام 2015.
ولفت الى ان مستويات أسعار النفط الحالية تعني تأجيل العديد من مشاريع تطوير انتاج النفط في العالم وهو ما يعني تناقصا في المعروض على المدى المتوسط ولكن تظل أوبك هي التي يعتمد عليها في احداث التوازن في سوق النفط وذلك لاستمرار دول اوبك في الاستثمار ورفع مستوى الإنتاج 'وهذا امر يجب ان ينتبه اليه من يشكك في دور أوبك او في وجودها في المستقبل فالعالم يحتاج لدورها لضمان أمن الامدادات في السوق'.
وذكر الشطي ان هبوط أسعار النفط إذا تزامن ونتج عنه تخفيض في تكاليف الإنتاج للمنتجين داخل وخارج الولايات المتحدة فإنه يعد عاملا إيجابيا وفي مصلحة المنتجين في حين ان تذبذب وتقلب أسعار النفط لا يصب في مصلحة احد الا المضاربين والذين يستفيدون بشكل كبير من حالة تقلب وتذبذب الأسعار.
واشار الى ان قوة الدولار وتعزيز قيمته امام العملات الدولية يزيد من متانة التوقعات من عدم بلوغ أسعار ال 100 دولار للبرميل من دون حدوث انقطاع كبير في انتاج النفط مؤكدا انه بالرغم من كل التحديات فإن الأسعار مرشحة لان تتعافى تدريجيا قبل نهاية العام الحالي.
من جانبه قال رئيس مركز الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني ل(كونا) ان اسعار مزيج برنت تفاوتت ما بين 6 و13 ابريل لتتأرجح بين 56 و 59 دولارا بتذبذبات عالية وانتعشت حينها اسواق المضاربات القصيرة والمتوسطة.
ولفت الى ان هذا التذبذب كان بحدة اقل مع نفط خام تكساس المتوسط و حدة اقل لخام الاشارة الكويتي رغم تزامن وتوافق خامي تكساس والكويت مع تقلبات اسعار برنت الا ان المسببات المشاعة في الاسواق اختلفت.
وبين ان الاخبار والتحليلات تضاربت خلال الاسبوع حول اثر النمو الاقتصادي البطيء للصين على طلب خام برنت الذي عادة ما يؤثر على الخام الكويتي كثاني أكبر مستورد للنفط الكويتي.
وأوضح ان فشل المشروع الصيني في تحول الفحم الى سائل وفشل استبدال الديزل بالغاز للمصانع بالمستوى المخطط له وتزايد مبيعات السيارات وحركة السفر في الطائرات للطبقة المتوسطة في الصين ادت الى زيادة الطلب على بنزين السيارات ووقود الطائرات وضعف الطلب على الديزل وهو ما تسبب في اضطراب في نشاطات المصافي الصينية.
واشار بهبهاني الى ان المحرك لخام تكساس هو استمرار الاثر الفعال للانتاج الامريكي والمخزون وسعر الدولار موضحا ان الانتاج ارتفع الى 48ر9 مليون برميل هذا الاسبوع رغم انخفاض عدد الحفارات 45 في المئة ليصل الى 968 حفارة هذا الاسبوع.
وبخصوص العامل الجيوسياسي في المنطقة وتأثيره على الاسعار اكد بهبهاني انه كان مؤثرا وله دور في الطفرات التي حدثت للأسعار بنحو دولار الى دولارين علاوة على عوامل اخرى كسداد جزء من ديون اليونان للمجموعة الاوروبية 'لكن تأثير هذه العوامل كان في الاتجاه الصعودي'.
وكان سعر برميل النفط الكويتي ارتفع في تداولات أمس 33ر2 دولار ليستقر عند مستوى 49ر54 دولار كما ارتفع سعر عقود نفط خام الاشارة مزيج برنت ستة سنتات ليصل إلى مستوى 93ر57 دولار للبرميل وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الأمريكي الخفيف 27 سنتا ليصل الى مستوى 91ر51 دولار للبرميل.(
تعليقات