السباق الرئاسي التاريخي يقترب من خط النهاية

عربي و دولي

565 مشاهدات 0


أوشك السباق الانتخابي التاريخي في الولايات المتحدة على الوصول إلى خط النهاية غدا الثلاثاء، فيما يمضي المرشحان المتنافسان ، الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين الساعات الأخيرة في جولات ومسيرات مكوكية لاقتناص البيت الأبيض.

ويجمع المراقبون هنا أن أمريكا لم تشهد حملة رئاسية أكثر سخونة من الجارية حاليا، ولعل أبرز ما يشيرون إليه هو إمكانية وترجيح فوز المرشح الأمريكي من أصل أفريقي باراك اوباما بالرئاسة الأمريكية ليصنع تاريخا جديدا للسود في الديمقراطيات الغربية.

 
اوباما ما زال متقدما على ماكين في استطلاعات الرأي
كما أن هذه الحملة شهدت تغيرات جذرية في خريطة الولاء الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن عددا من الولايات الحمراء (الجمهورية) باتت تميل إلى الأزرق (لون الديمقراطيين) وأبرزها كلورادو وميزوري ونيفادا التي كسبها جورج بوش بسهولة في مواجهة جون كيري خلال انتخابات عام 2004.

ويركز الديمقراطي باراك اوباما جهود الساعات الأخيرة على غزو مزيد من الأراضي الجمهورية محذرا انصاره من الاعتقاد بأن نجاحه صار مسألة مضمونة.

وأظهر استطلاع للرأي لصحيفة واشنطن بوست نشرته اليوم الأحد أن باراك أوباما يظهر تفوقا في ولايات يزيد عدد أصواتها في 'المجمع الانتخابي' عن 300 صوتا وهو ما يزيد عن العدد المطلوب للفوز وهو 270 صوتا من إجمالي 535 في المجمع الانتخابي، وأنه يحظى بتقدم على المستوى الوطني يبلغ تسع نقاط.

ويحصل الفائز بأغلبية اصوات الولاية على جميع اصواتها في المجمع الانتخابي ولذا يركز المتنافسان جهودهما على الولايات المتأرجحة ذات النصيب الكبير في الحملة مثل أوهايو وفلوريدا ونورث كارولينا ومونتانا وإنديانا وميزوري التي تملك معا 87 صوتا في المجمع الانتخابي.

 
ينبغي على ماكين الفوز بولاية بنسلفانيا ليبقي آماله بالرئاسة على قيد الحياة
التقدم الديمقراطي الذي تعكسه استطلاعات الرأي لا يقتصر على سباق البيت الأبيض، إذ ربما يمتد إلى الكونجرس خاصة مجلس الشيوخ الذي يمتلك فيه الديمقراطيون 51 مقعدا من مئة والتوقعات تشير إلى احتمال زيادة حصتهم إلى مستوى تاريخي هو 60 مقعدا يؤهلهم لامتلاك حق 'المناورة' المعروف باسم Fillibuster أي مد اجل المناقشات في مجلس الشيوخ إلى أجل غير محدود دون اكتراث بالضرورة لمطالب الأقلية بالتصويت.

ومن المتوقع أيضا ان يعزز الديمقراطيون أغلبيتهم التي كسبوها في عام 2006 بمزيد من المقاعد.

استطلاعات الرأي التي لم يظهر اي منها تقدما لماكين كانت عرضة للنقد من جانب الجمهوريين ومن سيناتور أريزونا شخصيا، كما أن كثيرين يحذرون مما يعرف في السياسة الانتخابية بـ'عامل برادلي' في إشارة إلى عمدة لوس إنجليس الأمريكي من اصول أفريقية توم برادلي الذي كان ينافس على منصب حاكم كاليفورنيا في عام 1982 وأظهرت استطلاعات الرأي تفوقه بفارق سبع نقاط لكنه هزم يوم الانتخابات بفارق ضئيل.

وقد أرجع بعض المحللين هزيمته إلى تراجع البيض عن تأييده لأسباب عنصرية، لكن جون كوهين مسؤول قسم الاستطلاعات في واشنطن بوست، يقول إنه وحسب دراسات حديثة، فإن هذا التأثير قد اختفى من الحياة السياسية الأمريكية.

 
حرص أوباما في حملته على التركيز على مسألة الأزمة الاقتصادية
ويؤكد كوهين إن' تقدم أوباما ليس موضع شك حسب جميع الاستطلاعات وإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون حجم تقدمه'.

تصعيد خطابي
وقد تصاعدت حدة الخطاب السياسي وإيقاع الحملة خلال أمس واليوم، إذ شارك ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي في مسيرة انتخابية لحملة ماكين في وايمونج واصفا السيناتور الجمهوري بأنه 'الزعيم المناسب لهذه اللحظة التاريخية'.

وانتهز أوباما هذه الفرصة ليربط مجددا بين ماكين وسياسات بوش- تشيني ، قائلا إن 'ماكين لم يكن محايدا أبدا وأنه شارك في مساوئ بوش الاقتصادية ومساوئ تشيني في السياسة الخارجية'.

أما ماكين فقد جدد هجومه على أوباما في مسيرات السبت وقال أمام مؤيديه ' إن أوباما يريد ان يكون قائدا أعلى لتوزيع الثروة وأنا سأكون قائدا أعلى للبلاد' في إشارة إلى اهتمامه بالأمن القومي الأمريكي.

كما تركز حملة ماكين على الأصوات المحافظة لاستقطابها من خلال الحديث عن مواقف أوباما من الدين وماضيه وصداقاته السابقة ونظرته للعدالة الاجتماعية.

لكن المراقبين يتفقون على أن المرشح الديمقراطي نجح عبر حملته التي استمرت قرابة عامين في 'بعث الحياة' في أوساط فئات من الأمريكيين الذين لم يعبأوا كثيرا بالاقتراع في السابق خاصة السود الذين يشكلون قرابة 16 % من إجمالي الأمريكيين وسيصوتون لأوباما بنسبة قد تبلغ 98%.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك