العراق لن يكون لمكون واحد!.. برأي محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2015, 12:48 ص 395 مشاهدات 0
القبس
لن يُقصى أحد..!
محمد بن إبراهيم الشيباني
لن يكون العراق البلد العظيم لمكون واحد، لا سنة ولا شيعة هكذا ولا غيرهما، لا من داخله ولا من خارجه.
في أيام صدام حسين، أحرقت مخابراته الجميع السنة والشيعة معاً، بل الإزيديين والمسيحيين وغيرهم، هذا ما قرأته في كثير من الكتب المخابراتية والوثائق التي تركها جنده في أراضي الكويت بطولها وعرضها، جمعت بعد التحرير منها، وهي أصول أكثر من مئة ألف وثيقة نشرت بعضها وما زال بعضها الآخر مفهرساً متوفراً للباحثين، أقول لم يؤثر صدام مكوناً على آخر، بل جنده الذين غزوا الكويت كان الكثير من قادته شيعة، وقد حكمنا في كيفان أبو أركان، وهو شيعي المذهب، كما أسر لنا عندما ذهبت ومجموعة من أعيان كيفان من أعضاء اللجنة الشعبية إليه في مخفر كيفان بأنه شيعي عروبي، قائلا: إنما جئنا لنحميكم من الفرس والطغيان، وكان له في كيفان عمة كبيرة في السن يزورها كل صباح. وعندما نتكلم على قادة صدام فلا ننسى بعض وزرائه الذين كذلك كانوا من المذهب الشيعي.
إذا صدام قد عادى الجميع فحاربه الجميع حتى زال ملكه، بإرادة الله تعالى ثم جموع العراقيين من المكونات المختلفة، بل عادى الخليج كله بل العالم.
إذا لا ذنب للسنة في تكريت إذا كان صدام من تلك الديار، ولا ذنب للسنة كذلك في وجود فلول من جماعة «داعش» الضالة في نواحيهم، حتى يحارب أهل تكريت فتُحرق بيوتهم ومحالهم وتنهب أموالهم، ويعتدى على أعراضهم ويعذب علماؤهم وشبابهم، كما ظهر ذلك في مقاطع كثيرة في أجهزة التواصل الاجتماعي وأدانتها المنظمات الدولية، بل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.
لن يقصي أحدٌ أحداً لا سني ولا شيعي، ولن يكون العراق لمكون واحد، فالتاريخ يشهد على ذلك، فقد حاول الفرس ذلك مراراً وتكراراً مع احتلالهم له، ولكن بقي الجميع على مذهبه ودينه وتعايش الجميع بعضهم مع بعض، وعلى كلمة سواء، فلم يستطع أعداؤهم أن يفرقوهم في القرون الماضية أو حقب الانقلابات، فكانوا سدّاً منيعاً في وجه المحن التي مرت بهم من أعدائهم المتفرقين، وهو المطلوب اليوم من عقلاء السنة والشيعة العرب، حفاظاً على عراقهم ووقف المزيد من إهدار الدماء، فالمشاهد اليوم أن من يقتل اليوم يُقتل في الغد، فلا أحد يأمن بأس أو مكر الله تعالى في القوم الخائنين الهادرين للدماء البريئة من أي أحد. والله المستعان.
• النجاة.
النجاة من نار الله تعالى التي نؤمن ـــ معاشر المسلمين ـــ بأنها حق، هي أن يطهر العبد يده من سفك دماء غيره بتأويل غير سائغ ومرجوح، فإن الله تعالى أول ما يسأل العباد يوم القيامة عن الدماء وحرمتها بغير حق.
تعليقات