الوضع صعب بالنسبة لتركيا وباكستان في الاختيار بين الرياض وطهران!.. هكذا يعتقد ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب إبريل 8, 2015, 1:01 ص 1149 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / تركيا – إيران – باكستان.. إشكالية التحالفات والمصالح
ناصر المطيري
على ايقاع طبول الحرب في عاصفة الحزم التي يشنها «التحالف العشري» بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة أو مساندة باكستانية وتركية تدور معركة سياسية بين «القوى الاقليمية الثلاث» محورها التوفيق بين المصالح الاقتصادية الثنائية مع ايران من جهة، والتحالفات السياسية والعسكرية في المنطقة من جهة أخرى، وهي بلا شك معادلة صعبة وشائكة.
الاشكالية بالنسبة لباكستان وتركيا المتحالفتين سياسياً مع الرياض تبدأ من ايران، فالمعلوم أن مايربط طهران بكل من اسلام أباد وأنقرة من علاقات تجاور وتبادل تجاري ومصالح اقتصادية يتوازى بنفس القدر مع العلاقات السياسية التحالفية مع الرياض في الفترة الراهنة.
ولعل مايؤكد تلك الاشكالية بين مثلث القوى الاقليمية ايران وباكستان وتركيا هو المساعي الدبلوماسية الجارية حاليا، حيث بدأ الرئيس التركي أردوغان أمس زيارة الى طهران، وخلال الأسبوع الحالي ستكون هناك زيارة لوزير خارجية ايران الى باكستان،هذه الزيارات المتبادلة بين عواصم القوى الاقليمية الثلاث جاءت على خلفية جديدة تمثلت ببروز التحالف السعودي التركي الباكستاني في عملية عاصفة الحزم في اليمن والذي يستهدف في هدفه الأخير تحجيم التمدد الايراني في المنطقة، لذلك قبل يوم واحد من زيارة أردوغان الى ايران كانت هناك زيارة مهمة لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف الى انقرة.
ويتضح من ذلك كما يبدو أن الرئيس التركي اردوغان في حالة حرج سياسية كبيرة بين تعزيز علاقته السياسية التحالفية مع السعودية ودعمها في «عاصفة الحزم» في اليمن وبين علاقات تركيا بايران الاقتصادية والتي يصل فيها التبادل التجاري الى ثلاثين مليار دولار سنويا، لذلك فان «عاصفة الحزم» تضع علاقات تركيا وايران أمام اختبار جديد، خاصة اذا تطورت العملية العسكرية التي تقودها السعودية الى تدخل بري. ولعل المخرج المثالي لأردوغان من هذه الحيرة وللحفاظ على شعرة معاوية مع ايران الجارة والسعودية الحليفة هو أن يبذل مساعي وساطة مع ايران لوقف دعمها للحوثيين في اليمن وبالتالي احتواء عاصفة الحزم وفق تسوية ترضي الطرفين.
هذا على الجانب التركي الايراني أما على الجانب الباكستاني الايراني فان تدخل باكستان في حرب اليمن قد يثير غضب ايران التي تتقاسم معها حدودا طويلة مضطربة في منطقة تشهد تمردا انفصاليا. وتشترك باكستان في حدودها الرئيسة الأخرى مع عدوها اللدود الهند ومع أفغانستان حيث تشن القوات الباكستانية بالفعل عمليات ضد حركة طالبان، هذا في الوقت الذي تجد باكستان نفسها في حاجة ماسة للحفاظ على علاقتها مع السعودية لاسيما من الجانب الاقتصادي ويدعم ذلك علاقات تاريخية ومواقف سعودية مساندة لباكستان في مراحل زمنية ماضية.. من هنا يبدو المأزق الباكستاني في التوفيق بين الرياض وطهران صعبا وحساساً.
هذه الاشكالية في التوفيق بين المصالح الاقتصادية والتحالفات السياسية بالنسبة لتركيا وباكستان زادت حساسيتها وربما اختلفت معطياتها مع التوقيع على الاتفاق النووي الأخير بين ايران والدول الخمس الكبرى مما يمهد لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، وأمام هذه التطورات والتسابق المحموم بين عمليات العسكرية الجارية في اليمن وبين الجهود السياسية في عواصم القوى الاقليمية تختلط الأوراق، تتداخل المواقف، الوضع صعب بالنسبة لتركيا وباكستان في الاختيار بين الرياض وطهران، الحسابات دقيقة والسياسات ليست ثابتة بحكم المصالح والتوجهات، لكن ما هو قادم من أيام ربما يحمل الكثير من المفاجآت وحل الخيوط السياسية المتشابكة في المنطقة. علينا أن ننتظر ونراقب المشهد عن كثب.
تعليقات