عن خطة الإعلام الإنساني!.. يكتب ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية  /  الإعلام الإنساني

ناصر المطيري

 

قرأت تصريحاً لوزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الصباح يعلن فيه تبني وزارة الاعلام لخطة جديدة تحمل مسمى (الاعلام الانساني) موضحاًأن خطة (الاعلام الانساني) تتضمن انتاج برامج عبر اذاعة وتلفزيون الكويت والاعلام الجديد وتسويقها عبر وسائل الاعلام الأخرى تبرز دور دولة الكويت وسياستها الانسانية في العالم.
لاشك أن هذا الدور من جانب وزارة الاعلام مطلوب ومن صميم عملها وواجبها الوطني ولكن علينا أن ندرك أن العمل الانساني لايمكن أن يتجزأ ولايمكن أن يكون موسمياً في وقت معين دون آخر أو مختلفاً من مكان لآخر، لأن الانسانية مبدأ سامٍ والمبادئ لاتتجزأ، لذلك نأمل أن يعي رجال الاعلام هذه الحقيقة حتى تكون رسالتنا الاعلامية الى العالم ذات تأثير ومصداقية.
نحن نعلم أن لدولة الكويت ممثلة بحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله بصمات انسانية واضحة في مختلف أرجاء العالم وتشمل جميع الأوضاع الانسانية حيث امتدت يد الكويت بسخاء للجميع دون تمييز بين عرق أو لون أودين، وانطلاقاً من هذه الحقيقة يجب أن توجه رسالة الكويت الانسانية الى العالم.
ونقطة أخرى مهمة لابد منها هي أن يتبنى الاعلام الكويتي نشر (الثقافة الانسانية) في المجتمع وذلك ابتداء من الفرد ثم الأسرة ثم البيئات الاجتماعية والمؤسسات المدنية وصولاً الى الدولة بمؤسساتها الكبرى بحيث تصبح الانسانية ثقافة أمة وشعب وليست مجرد شعار أو كلمات ترددها برامج اعلامية.
وبقدر مالدولة الكويت من دور انساني عالمي يجب أن يواكب ذلك دور انساني داخلي بتعزيز الروح الانسانية داخل المجتمع وفي تعامل السلطات المختلفة مع المواطنين وبتكريس العدالة ودعم الحريات والمحافظة على المبادئ الدستورية التي تؤكد القيم الانسانية وحرمة التعدي على حق الناس.
نحن في الكويت ننعم بحمد الله بهامش كبير من الحرية واحترام الانسان لذلك علينا أن نحافظ على هذه القيمة وندعمها ونؤكد عليها اعلاميا.
وفي اعتقادي أن خير وسيلة لايصال رسالة اعلامية مؤثرة هي المصداقية والموضوعية، لذلك أرى أن رسالة الاعلام الانساني تتطلب الارتكاز على ثلاث ركائز هي الاقتناع بالفكرة ثم المصداقية وأخيراً الممارسة الفعلية.واذا اكتملت الأركان الثلاثة السابقة فانها تختصر علينا جهد الحملات الاعلامية النظرية في تسويق اسم الكويت الانساني لأن الأفعال تتحدث عن نفسها، والعمل الانساني ممارسة وفعل، والفعل يغني عن القول.