تعليم الأطفال السوريين قضية ملحة!.. بقلم خالد الطراح
زاوية الكتابكتب إبريل 5, 2015, 12:48 ص 473 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / مأساة الشعب السوري
خالد أحمد الطراح
توّج مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سوريا أعماله والذي استضافته الكويت أخيرا بتعهدات بلغت 3.8 مليارات دولار (فاقت تعهدات المؤتمرين الأول والثاني) كان من بينها دعم وتبرع كويتي سخي بقيمة 500 مليون دولار، ولا شك في أن التحرك الدبلوماسي الكويتي والاتصالات التي جرت على مستويات مختلفة لعبت دورا مهما في نجاح انعقاد المؤتمر الثالث وما حصده من تعهدات مالية.
الوضع المأساوي في سوريا يعتبر «أكبر كارثة بشرية عرفها التاريخ المعاصر»، كما جاء في كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وطبعا مؤتمر المانحين يعتبر احدى النوافذ للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق، وليس الحل للوضع المعقد والدموي الذي يتسبب فيه النظام السوري على مدى أكثر من أربع سنوات، إضافة إلى الانعكاسات السلبية والتهديدات الإقليمية والعالمية ايضا، على المستويين السياسي والأمني.
مبادرات عدة انطلقت بهدف تسوية القضية السورية، لكنها لم تجد لها استجابة من النظام السوري، بل ازداد تعنت النظام ضاربا عرض الحائط بكل القوانين الدولية ومختلف المساعي والمقترحات، بينما تزداد معاناة وكارثة الشعب السوري ويتعاظم عدد اللاجئين من دون بريق امل!
تبرعات الدول والمنظمات المانحة من المؤكد انها ستسهم في رفع المعاناة عن أعداد هائلة من المشردين واللاجئين، لكنها لن تعالج بشكل حاسم مأساة سوريا، ولا بد ان تتوافر مواجهة دولية حقيقية تفرض حلا عاجلا وحاسما «ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم الكبيرة»، بعيدا عن اي مساومات ومصالح على حساب الشعب السوري.
اما بالنسبة الى تعهدات المؤتمر المالية فمن المهم أن يُخصَّص جزء منها لتعليم الأطفال السوريين أينما تواجدوا، حيث ان أعدادا لا يستهان بها من الأطفال باتوا من المتسولين في العديد من الدول التي تستضيفهم لعدم توافر الإمكانات المالية للالتحاق بالمدارس الخاصة او أسباب قانونية تحول دون إمكانية الاستفادة من التعليم المجاني. إضافة إلى ضرورة توفير مأوى بشكل مؤقّت يليق بالأسر حتى لا يصبحوا عرضة للضياع.
تعليم الأطفال السوريين قضية ملحة تستوجب دعم الدول والمنظمات المانحة وتركيزها وان تكون ضمن قانون يفرض التعليم مقابل المساعدات، من اجل تحقيق الأهداف المنشودة وتحصين الشعب السوري والمحافظة على مستقبل أطفالٍ لا ذنب لهم في ما آلت إليه الأوضاع في سوريا.
تعليقات