الدعوة إلى الفضيلة ليست تشدداً أو تطرفاً!.. بنظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب إبريل 5, 2015, 12:38 ص 515 مشاهدات 0
الراي
نسمات / الشق أكبر من دعوة للاختلاط!
د. وائل الحساوي
استغرب البعض من اقدام بعض المواطنين على تقديم طلب الى المحكمة الدستورية يطلبون فيه إلغاء قانون منع الاختلاط لأنه مخالف لدستور الكويت!
بالطبع فإن التعديلات الاخيرة تسمح لكل من يريد بمخاطبة المحكمة الدستورية بما يعتقد بأنه مخالف للدستور، لكن في تصوري بأن المحكمة الدستورية سترفض طلب اسقاط قانون منع الاختلاط لأن القانون يتعلق بثوابت يرى المشرع بأنها جزء من عقيدته وحاجة افراده، ومن غير المعقول ان يتم رفضها بمجرد تفريقها - المزعوم - بين الجنسين.
ولو قبلنا بذلك الزعم فإن البعض قد يطعن على فصل الجنسين في المساجد وفي دورات المياه وغيرها.
لكن السؤال الاهم هو عن اسباب جرأة دعاة الاختلاط الى الدعوة الى اسقاط القانون في هذا الوقت بالذات وهجومهم الكاسح على نظام الفصل، بالرغم من ان احدا لم يشتك منه وكل ما ذكر عن عدم القدرة على توفير العدد الكافي من الفصول الدراسية هو محض وهم يرفضه كل من يعمل في المجال التربوي!
هنالك اسباب كثيرة لهذه الهجمة الشرسة والجرأة غير المسبوقة، ولكن السبب الأهم هو في ضعف دعاة الفضيلة عن مهمتهم الاساسية وانشغالهم بالدنيا عن وظيفتهم الاساسية في توجيه الناس ودعوتهم الى الفضيلة، ما تسبب في تنامي الظواهر السلبية في الكويت وانحراف الكثير من الشباب، بل شاهدنا تشكل مجاميع شبابية لتبني بعض القضايا المنحرفة ومنها مجاميع لنشر الإلحاد!
ولقد اشتكى كثير من الآباء الملتزمين دينيا من عدم قدرتهم على توجيه ابنائهم وغرس القيم النبيلة في نفوسهم، فالتيارات الجارفة في المجتمع قد اكتسحتهم. كما ان كثيرين من دعاة الفضيلة قد شغلوا انفسهم بالسياسة ومناكفة الحكام الى الدرجة التي ابعدتهم عن اصلاح انفسهم واسرهم، وتركوا ابناءهم نهبا لشياطين الانس يحرفونهم عن مسارهم الصحيح.
حتى الضوابط الشرعية التي حرص عليها نواب مجلس الامة السابقون في توجيه مجتمعهم قد فترت واندثرت، وقد لاحظت ذلك في الاوبريتات الغنائية والحفلات التي وضع مجلس الامة لها ضوابط في السابق والزم بها الحكومة، ومنها رقص بنات المدارس، لاحظنا بأنها قد اندثرت وسارع البعض الى زج بنات الثانوية الى الرقص والغناء!
ان الدعوة الى الفضيلة وتحصين المجتمع من العادات الدخيلة التي تكتسح العالم ليس من التشدد والتطرف في شيء، ولكنه ضمان لعدم انجراف المجتمع الى الانحراف الذي دمر العالم كله، فلا شك بأن انتشار السموم والمخدرات والمسكرات وازديادها بين الشباب هو نتيجة مباشرة لهذه الغفلة المجتمعية، ولا شك ان انحراف الشباب الى الانخراط في التنظيمات المتطرفة التي تعمل على تقويض المجتمع هو ردة فعل طبيعية لانعدام الضوابط الاخلاقية في المجتمع.
اني انصح الدعاة الى الله تعالى بأن ينكفئوا على المحافظة على ابنائهم وحسن رعايتهم وعدم الانغماس المبالغ فيه في السياسة والقضايا العامة، التي يقل نفعها ويكثر خطؤها لكي لا يكونوا كمن اصلح بيوت الآخرين ونسي بيته.
يقول ابو الاسود الدؤلي:
يا ايها الرجل المعلم اهله
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح وانت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهنالك يقبل ان وعظت ويقتدي
بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
تعليقات