لا قيمة للكلام دون دليل!.. هذا ما يراه سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2015, 1:13 ص 760 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / الصراخ والإقناع
سامي الخرافي
عندما تراقب وتسمع وتدون ما يتم تداوله في بعض الدواوين عن الأحداث المحلية وخاصة في ظل التذمر للحال الذي أصبحنا عليه الآن، فإن هناك شيئا ما يدفعك من الداخل لتوصيل رسالة لمن اتخذ الصراخ والتفرد في الرأي في حواره مع الآخرين وسيلة للإقناع.
كلنا نؤمن بقاعدة ان الصراخ لفرض الرأي حتى ولو كان صحيحا يؤذي الآخرين ويجعل طرح الموضوع ضعيفا لما فيه من عدم احترام وجهة النظر المخالفة، فمهما علا صوت الحق وبلغ أقوى درجاته فإنه يضعف ويضيع إذا اتخذ بطريقة خاطئة.
أحيانا كثيرة نصدم لطريقة انفعال المحاورين أثناء المناقشة، فمثلا تسمعهم يقولون إنهم كانوا بديوانية «عروقها بالماي» ويؤكدون أنه حصل كذا وكذا وان هذا الكلام الذي تم تداوله في تلك الديوانية صحيح 100% ويبدأون في فرض ما سمعوه على الآخرين بأسلوب تعسفي، وكأن أحدهم يقول: إن بواطن الامور وحبالها بيدي أشدها متى أردت وأرخيها متى شئت وعليكم أن تسمعوا وتوافقوا على ما أسرده، وتناسى قول الله سبحانه وتعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ـ آل عمران: 159).
تلك النوعية من البشر تعيش في دائرة مغلقة مع ذاتها المنعزلة، فأصبحوا أسرى لذلك الشعور، لقد أصبحت لديهم قناعة بأنهم قادرون على توصيف البشر حسب أهوائهم، كما أصبح أصحاب تلك الفئة ينكرون الحق لأنه فقط مخالف لآرائهم وفكرهم، ويريدون أن يكون الآخرون إمعة وأدوات يلعبون بها كحبال العرائس إرضاء لغرورهم، ما جعل حديثهم لا يسمن ولا يغني من جوع.
يخاطب الله سبحانه نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ـ سورة النحل)، يدعو الله في الآية السابقة إلى من يريد الجدال والنقاش ان يكون رقيقا ولينا وحسن الخطاب من غير شدة ولا تعسف في الرأي، إن أقناع الآخرين بأمر ما مخالف لآرائهم ليس سهلا أبدا لكنه ليس بالصعب أيضا الذي لا يمكن تحقيقه، انه فن يجيده البعض ويفشل فيه الكثيرون، فلكي تقنع من حولك يجب أن تكون صادقا لما تود أن تطرحه بعيدا عن الأهواء الشخصية أو الانفعالات الحادة أو التعصب لأنها تضعف حجتك حتى لو كان طرحك صادقا، كان يجب عليك ان تبعد عن المبالغة وعلى قولة القايل «صواريخ» لا يصدقها عقل أو منطق، فلتكن لدينا ثقافة احترام رأي الآخرين وأن نتحاور معهم بهدوء بعيدا عن أي تشنجات للوصول الى الهدف المنشود، من خلال تقديم أدلة وبراهين لأنه لا قيمة للكلام دون دليل، ونبتعد عن إعطاء افكارنا مع الآخرين صفة «الحرب» بأننا يجب أن ننتصر، وهذا أكبر خطأ للاقناع، وأن نتحلى بالصبر في حوارنا رغم قساوة البعض أثناء النقاش وتجريحهم لمن يختلف معهم.
تعليقات