سنوات الانفتاح الإعلامي جاءت بفائدة على الصهاينة!.. بنظر فيصل الشريفي
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2015, 12:43 ص 354 مشاهدات 0
الجريدة
مرض الوسواس وعقدة الظهور
أ.د فيصل الشريفي
من عادة الأخ الدكتور سليمان الخضاري بين فترة وأخرى إطلاق بعض الفلاشات الطبية والنفسية، وهذه المرة قد اختار موضوع 'الإضرابات النفس جسمانية' التي يصاب بها المريض بعادة القلق من وجود حالة مرضية خطيرة كالسرطان والإيدز، حيث يقضي المريض وقته في التعامل السلبي مع هذا الخوف، وقد يصرف وقته كله بحثاً في الإنترنت عن تفاصيل المرض وأعراضه فيزداد قلقه.
هذا المريض قد يشعر بالارتياح لفترة مؤقتة بعد أن تثبت التحاليل سلامته من المرض الذي يخشاه، لكن بعد فترة وعند الضغوط يبدأ القلق من جديد حول المرض ذاته أو مرض جديد.
دكتورنا العزيز إن كان مرض الوسواس قد يضر بصاحبه فما بال مرض الغرور وحب الظهور الذي قد يكون أخطر على المجتمع، وهو ما يحتاج منكم لأكثر من فلاش لكشف أعراضه للمجتمع؟
دكتور اسمح لي أن أطلب منك ومن زملائك تشخيص حالة مدمني الظهور لبعض المثقفين!! إن كانوا مثقفين؟ فمنذ انفجار الربيع العربي ابتلينا برجال دين يفتون في النفير والبعير، ومحللين سياسيين واجتماعيين لو سألت أحدهم عن علم الأجناس لأجابك: ذكور وإناث، أما المحللون العسكريون فهم ما شاء الله، فببركتهم ذاقت إسرائيل ذل النكسة وهوانها.
مع يقيني أن عقول هؤلاء المحللين خاوية من أي عمق ثقافي، وأنهم وجدوا ضالتهم في شعوب أعمت بصرها بيدها بعد أن رهنت عقولها لهكذا نخب، إلى حد باتت الدعوة للقتل على لسان الشاب العربي أشهى من العسل المصفى.
ظاهرة الفراغ الفكري للشباب العربي شاهدتها في مطار الكويت، حيث تصادف وجود أحد منظري 'وصال' ممن يستعمل كلمة 'عرفت كيف'، و'الرخو' في تهكمه على الآخرين، وشاب وافد يعمل بالمطار أخذ يقبل رأسه ويده في حالة أظنها كانت الوحيدة التي أرضت غرور مدعي الفكر.
الظاهر أن سنوات الانفتاح الإعلامي جاءت بفائدة على الصهاينة بعد أن نجحت في تشكيل ثقافة دخيلة على المجتمعات العربية، حتى صارت قوافي الشعر دما من البحور، وأصوات القنابل أغاني لفيروز، والأخبار العربية لا تتسع إلا لويلات ومؤامرات وحروب العرب، وعناوين الصحف أشبه ببراكين الجحيم، والخطباء شغلهم التكفير والتحريض على القتل.
اسمح لي دكتور سليمان بأن أسأل قاموسكم الطبي إن كان فيه تشخيص للمغرور أو فيه معنى للتخوين؟ أم هي كلمة صنعها المغرور ليخرج شريكه في الأرض من أسوار الوطن متى ما ضاق عليه أفق الحرية؟
أخيراً بودي أن أختم مقالي وإياكم بالتوجه إلى الباري عز وجل أن يحفظ الكويت أميراً وشعباً من كل شر، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وألا يكون بيننا خائن ولا مخون.
تعليقات