لا سعادة مع الجوع والسجون والهراوات والقنابل!.. برأي وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب مارس 21, 2015, 12:49 ص 366 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / اليوم العالمي للتعاسة
وليد الرجيب
أصدرت الأمم المتحدة قراراً بالاحتفال باليوم العالمي للسعادة، يوافق العشرين من مارس وكان ذلك في العام 2012، وجاء في مقدمة القرار: «أن سعي الإنسان لتحقيق السعادة والرخاء، يمثل هدفاً أساسياً له، وعلى صناع القرار السياسي في دول العالم، أن يضعوا في اعتبارهم ضرورة تحقيق هذا الهدف».
وفي استطلاع في شأن أسعد الشعوب الذي قام به معهد غالوب، أكد أن 83 في المئة ممن شملهم الاستطلاع في أفريقيا راضون في حياتهم، فحسب هذا الاستطلاع يعتبر سكان الدول الاسكندنافية أسعد الشعوب، وكذلك دول أميركا اللاتينية، كما أن أفريقيا وُصفت بأنها في طريقها لتحقيق مكانة كقارة من حيث شعور سكانها بالسعادة.
وحتى يزداد المشهد جرعة كوميدية، فإن الولايات المتحدة الأميركية بادرت بالاحتفال بهذا اليوم، بل هي كوميديا سوداء إن سمح لي رجال المسرح بهذا التعبير، على خشبة مسرح الواقع المأسوي الذي يعيش فيه سكان الكرة الأرضية.
وقد جيّرت الرأسمالية العالمية بعض العلماء، لكي يقنعوا العامة أن السعادة قد تكمن بالفقر، أو أن الفقراء أكثر سعادة من الأغنياء، فهل أفلس النظام الرأسمالي لهذه الدرجة؟ وفقد كل الحيل الذكية لنهب الشعوب عنوة ليحاول نهبها برضاها؟ باستخدام العلوم النفسية والاجتماعية؟
بالأساس ما هو تعريف السعادة؟ وهل هي نسبية وتختلف من شخص إلى آخر؟ وهل الضغوط والمشكلات النفسية وحالة الطقس والحالة الاقتصادية الاجتماعية، تؤثر في منسوب السعادة؟ فمثلاً لم أفهم لم سكان أفريقيا وهي القارة الأفقر وكذلك سكان أميركا اللاتينية هم من سعداء الأرض!
كيف يمكن أن يكون الإنسان سعيداً عندما يفقد الأمان والحرية؟ كيف يشعر الإنسان بالسعادة في ظل هذه الحروب العبثية والإرهاب والقمع وتقييد الحريات ونهب ثرواته، والانتقاص من حقوقه الاجتماعية والسياسية والإنسانية؟ أليس ذلك ما يعيشه إنسان هذا العصر؟ محاصراً من أنظمة الاستبداد والامبريالية والإرهاب الدموي، فمن أين تأتيه السعادة؟
ألم تفكر الأمم المتحدة باحتفال واقعي مثل اليوم العالمي للتعاسة؟ ويوم عالمي للظلم والاستغلال ويوم عالمي للفساد، ويوم عالمي لتمجيد الحروب والقتل والتفجير؟ فهذا يناسب الواقع أكثر.
السعادة تحتاج إلى تغيير هذه الأنظمة المستبدة والمستغلة والعدوانية، وهذا النظام الرأسمالي المعولم، وتحتاج إلى إتاحة الحريات والديموقراطية والكرامة والرخاء والعدالة الاجتماعية، فلا سعادة مع الجوع والسجون والهراوات والقنابل والأشلاء وقتل الأطفال واغتصاب النساء، واستخدام القانون ضد سعادة الإنسان.
تعليقات