عن عقوق الأم في عيد الأم- يكتب سمران المطيري
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2015, 3:19 م 1894 مشاهدات 0
عقوق الأم
كنت في المستشفى مع والدي -رحمه الله- وهو على العربة أدفعه وأتنقل من غرفة لأخرى ، وإذ بشاب جاوز الثلاثين ينادي أباه الذي يسير خلفه بصوت غليظ -يبه فضحتنا يلا امش- ! فخشيت أن تنزل لعنة على هذا الشاب العاق لوالده ، فبالله كيف يقول ابن لأبيه مثل هذه العبارة الساقطة وقد نُهينا عن قول أُف !
فوددت نصحه ثم توقفت وقلت في نفسي - هو قال لوالده فضحتنا ! فإيش راح يقول لي إذا كلمته- ! فتركته وعقوقه
فنحن اليوم في عصر عُرف بالعقوق التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم !
فكم من شاب يحد نظره في وجه أمه وأبيه !
وكم من شاب يقوم من على الطعام قبل والده !
وكم من ولد ينفض ثوبه في وجه أبيه !؟
وكم من شاب ممسكا بهاتفه ويغرد ويواصل المغردين ويقضي الوقت معهم ومع رفاقه أكثر من مؤانسته وجلوسه مع والديه !؟
وكم من ابن يمشي أمام أبيه ويتقدمه عند الناس !؟
وكم من شاب تتصل عليه أمه وترجوه فتقول -تكفى ياوليدي- ليحملها إلى السوق أو زيارة أو غير ذلك فيقول بكل سفه : مشغول !
هذه صور يسيرة من العقوق وهناك غيرها كثير لا يحتمل القلم كتابتها .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف ، قالوا من يا رسول الله؟ فقال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل بهما الجنة ) فالله الله بوالديك قبل أن يرحلوا فتندم وأي ندم !
عيد الأم :
أقل ما يقال في عيد الأم أنه اختزال لمحبة الأم في يوم واحد ! وحقها الحب والهدايا والمؤانسة في كل وقت وحين حتى الممات ، بل وبعده من دعاء وصدقة ، فأخشى أن يكون عيد الأم في حقيقته عقوق لها لما جعلت لمحبته يوم واحد ! وكأنك تقول لا تجلب لها الهدايا والمحبة إلا في ذلك اليوم !
ناهيكم أن هذا المسمى بعيد الأم هو جرح لملايين من الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم ويعيشون طفولتهم من دون حنان الأم وحضنها ، فأنتم تحتفلون بأمهاتكم وهم لم يجدوا للأمومة لذة ولا حضنا
نظمت :
رحل الأحبة تاركين وراءهم
قلبا على جمر الفراق يعاني
من دون توديع ولا حضنٍ مضوا
وطوى التراب جسومٓهم وسقاني
ألما يزيدُ مع الزمان مرابيا
لم يطوهِ حولٌ ولا حولانِ
إني لأسلو بالممات وذكرهِ
عَلِّي أراهم في هدى الرحمنِ
فرحم الله والديَّ وغفر لهما ولأموات المسلمين
عبدالله المطيري (سمران)
تعليقات