معلماتنا أصبحن بائعات متجولات في أقسام المدرسة

محليات وبرلمان

بعض المدارس تحولت إلى أسواق خيرية بمباركة المديرات

3434 مشاهدات 0


لا تستغرب عزيزي القارئ إن شاهدت معلمة تخرج من المدرسة و هي محملة بحقيبة سفر أو أكياس ضخمة كثيرة، وقد يتبادر إلى ذهنك مدى عناء وتعب المعلمة من كمية الدفاتر التي تأخذها معها للمنزل لكي تقوم  بتصحيحها، فالحقيقة المرة أن هذه الحقائب ما هي إلا بضائع متنوعة قامت بعرضها على زميلاتها بعد أن جلبتها من الدول التي زارتها مؤخرا، أو قامت بصنعها بنفسها بمنزلها وأحضرتها معها للمدرسة، كي تقوم بعرضها على الأقسام الأخرى في المدرسة، وبضاعتها تحتوي على كل ما يخطر في بالك هو موجود  في الحقيبة 'العجيبة ' الدراعات والعطور والبخور والساعات وحقائب التقليد والملافع والعبي، وحتى الأطعمة المتنوعة وغيرها من الكثير من البضائع التي نافست بها الباعة المتجولين بحقائبهم.
بعض المعلمات تعتقد أن ممارستها لمهنة بيع البضائع مع مهنة التدريس ذكاء ينبع منها، وتجدها تتفنن أمام زميلاتها المعلمات، وتمتلك قدرة على الإقناع وقد تبدي استعدادا لارتداء بعض ما لديها كنوع من العرض لإغراء المشتريات من زميلاتها، بينما أدائها  في (التدريس) فاشل بنظر طلبتها، وتجد بعضهن تجيد عرض بضاعتها، أفضل من إجادتها للمعلومات الموجودة في المنهج الدراسي، فتشعر الطلبة بالملل و يكثرون التثاؤب أمامها، لكثرة حديثها عن بضائعها،  فلا تجدهم إلا أنهم ينتظرون صوت الجرس لينقذهم منها، وكي يهربوا من عرضها الذي أصابهم بالكآبة.
إن أغلب المعلمات 'البائعات' أكثر فئة  من غيرهن في الغياب للحضور إلى دوامها بسبب سهرها حتى الساعات الأولى من الفجر بأحد الأعراس، أو لكثرة بحثها في الأسواق عن آخر صيحات الموضة، والطامة الكبرى عندما يشترك الكبار مع الصغار، فتجد بعض مديرات المدارس تساعد هذه المعلمة على ترويج بضاعتها، وتستفسر عن البضاعة التي لدى البعض رغبة بالشراء منهن،  وأخريات تعلم بما يحصل وتغفل عينها عن هذه المصيبة وهي البيع داخل المدرسة، وأحيان أخرى تهدي بعض المعلمات (المتجولات) هدايا للإدارة لكي تحافظ على علاقتها الطيبة مع الإدارة، لكي لا تعاني أية مشاكل بهذا الخصوص.
مهنة التعليم أصبحت تنافسها مهنة أخرى داخل المدرسة  وهي البيع 'الجوال' أي المتنقلة من مكان لآخر، وتحولت أروقة المدارس إلى أسواق خيرية، و باتت المعلمة تبحث عما هو أقل مستوى من المهنة التي تعتبر من أشرف المهن، و قد انشغلن عنها بعض معلمات هذا العصر و أسأن لوظيفة التعليم، وقد يسحب البساط من  الباعة المتجولين بحقائبهم في وزارت الدولة المختلفة وتأخذها معلماتنا الأفاضل،  ولا تتفاجأ أن يتوسعن أكثر خارج أسوار المدرسة، لترى إحداهن  تدخل لمكاتب الموظفين و تقول 'عندي خوش بضاعة  ترى أرخص من سعر السوق '.
 
الآن - تقرير3: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك