صلاح التربية لا يكتمل إلا بصلاح الدولة!.. بنظر ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مارس 16, 2015, 1:02 ص 385 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الإسلام السياسي وثقافة التسامح
ناصر المطيري
«إن الخطاب الإسلامي أو الإسلاموي السائد، وبخاصة من جانب الإسلام السياسي يقف عائقا أمام مبادئ التسامح والحداثة، والثقافة السياسية التي ظلت طاغية هي ثقافة الإقصاء والعزل والاستئصال مصحوبة بالتحريم والتجريم».
هذا ما كتبه المفكر الدكتور عبدالحسين شعبان بين دفتي كتابه المعنون: «فقه التسامح في الفكر العربي الإسلامي الثقافة والدولة»، وهو كتاب يبحث في إشكالية دينية سياسية مهمة تبرز أهميتها في وقتنا الراهن الذي غابت فيه كثير من قيم التسامح لتحل محلها مظاهر التطرف والرفض والإقصاء للآخر.. وفي زمن بدا لكثير من الغربيين أن الإسلام دين ينفي التسامح ويعزز بعض ما يسمى إرهاب، يفضح المؤلف هذا الخطأ القائم على الجهل والتعصب والتحيز، محتكما إلى القرآن والسنة وسير الخلفاء وحوادث التاريخ والفكر الإسلامي.
ويرى المؤلف أنه ونظرا إلى أن الوضع «في العالم العربي والإسلامي من أكثر الأوضاع قسوة على الصعيد العالمي إزاء قضايا التسامح واحترام حقوق الإنسان»، فقد فر ملايين المسلمين إلى الغرب حيث ينعمون بالحرية. ويخلص المؤلف إلى أن «التحدي الأساسي الذي يواجه العالم العربي يتعلق بقدرتنا على اللحاق بالركب الحضاري»، وأن هذا يحصل «عبر التطور والوسطية والاعتدال والبحث عن المشترك الإنساني والاعتراف بالآخر والتسامح في التعامل معه»..
ويقترح الدكتور شعبان حلولا للخروج من الجهل والتعصب والقمع إلى المعرفة والتسامح والحرية، ويختصر هذه الحلول في بضع خطوات عملية، منها الاعتراف بنسبية المعرفة وعدم امتلاك الحقيقة،والإيمان بالحقوق والحرية والكرامة للكل، والإقرار بحق الاختلاف، وتبني الفكر النقدي، واعتماد مناهج تعليميةكفيلة بتحقيق هذه الخطوات. فالمطلوب تعليم نقدي خلاق، ذي «علاقة بالعصر والعلوم، بعيدا عن التلقين»،ولئن كان شيءٌ من إصلاح التربية شرطا لإصلاح الدولة، فإن صلاح التربية لا يكتمل إلا بصلاح الدولة وذلك يتطلب نشر ثقافة التسامح والانفتاح وتوفير فضاء من الحرية وحق التعبير وحق الاختلاف كل ذلك تحت سيادة القانون والمساواة دون تمييز.
تعليقات