الحوثيين ومؤتمر الرياض- يكتب محمد سعود البنوان
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2015, 4:45 م 1136 مشاهدات 0
الحوثيين ومؤتمر الرياض هل سنشهد سياسة جديدة؟
ببساطة ودون الدخول في مقدمات يبدوان رسم الخريطة السياسية لليمن قد بات قريبا فمعظم الجهات ذات الصلة بالواقع السياسي اليمني قد حددت أهدافها ولم يتبق غير الوصول الى اتفاق سياسي يعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل احتلال الحوثيين لصنعاء او يتفجر الوضع لتبدا رحى حرب أهلية تدخل فيها اطراف سياسية جديدة لتحول اليمن الى ساحة صراع جديدة تضيف للمنطقة مزيدا من الماسي او المكاسب ، وعلى أي حال فان ان السطرين الماضيين من هذ المقال قد يكونان واضحين لاي متابع للشان اليمني ولكن ما قد يستغربه الكثيرون هو ما الذي دفع دول الخليج لدعوة الحوثيين للقاء الأطراف اليمنية المزمع اقامته في الرياض رغم ارتباط هذه الجماعة بكونها مصنفة ضمن قوائم الإرهاب في بلدين من تلك البلدان على الأقل ؟؟ هناك ثلاث أسباب رئيسية من وجهة نظري هي ما دفعت لهذه الدعوة.
السبب الأول : يكمن ي ادراك هذه الدول ان الحوثيين وزعيمهم لا يملكون من امر قرارهم السياسي شيئا وعليه فان أي دعوة للتشاور من قبل الأطراف اليمنية ستوجه للحوثيين هي من الأساس موجهة لإيران وكون ايران لن تقبل ان يكون لدول الخليج أي دور في حل الازمة اليمنية فان قرارها سيكون منع الحوثيين من أي حوار يتم عقده في الرياض تحديدا وهذا ما سيظهر الحوثي بمظهر البلطجي الذي يريد فرض رأيه لا الحوار مع أبناء بلده مما سيسيء الى سمعته السياسية وسيزيد الضغوط على جماعته للانسحاب من صنعاء وهذا ما تريده دول الخليج تحديدا وربما ان هذا الامر هوما دعا الحوثيين للدعوة لاقامة تظاهرات رفضا للتدخلات الخارجية وهذا ما زاد الطين بلة فالحوثيين الذين قمعوا معظم التظاهرات الرافضة لهم يدعون الان لاقامة تظاهرات رفضا للتدخلات الخارجية رغم ان الموضوع ينحصر في اجتماع تشاوري.
السبب الثاني : ما يسمى بالمبعوث الدولي جمال بن عمر صرح ان الوضع في اليمن قد ينقلب الى سيناريو شبيه بالسيناريوهات في العراق وسوريا وليبيا ومعه حق في هذا فالصراع في اليمن سيكون في الغالب صراعا سنيا تمثله القبائل المسلمة السنية و شيعيا مدعوما من ايران يمثله الحوثي وليبراليا علمانيا يمثله عسكري هو علي عبد الله صالح و رئيسا لحكومة فاشلة وهو عبد ربه منصور هادي وهذا الامر يشبه الى حد كبير الصراع بين العسكر بقيادة حفتر في ليبيا من جهة وحكومة ليبيا من جهة أخرى واشبه بالصراع الطائفي بين المليشيات الشيعية من جهة والسنة في العراق من جهة واشبه بكومة الإشكالات في سوريا التي تتمثل بكثرة المليشيات الشيعية والفصائل السنية المتصارعة فيما بينها وعليه فان دول الخليج ستحاول فرض راي سياسي موحد يبنى عليه أي تحرك مستقبلي ملخصه ان اتفاق معظم الأطراف السياسية في اليمن على حل هو ما سيلقى قبولا ودعما وانمن سيعارض هذا الاتفاق سيكون مسؤولا عن تفجر الأوضاع وعليه سيكون الحوثيين في الغالب هم الملام في هذه الحال .
السبب الثالث : تسعى دول الخليج في الغالب الى انشاء جبهة عسكرية موحدة لفرض الامر الواقع على الحوثي كون ان السلاح اليمني منتشر بين أبناء القبائل ففي الغالب سيقتصر دعم تلك الدول على المعلومات الاستخبارية والمال وبعض الامدادات اللوجستية وحتى لا يتشتت الوضع العسكري والقيادة الميدانية كما حصل في سوريا ستسعى دول الخليج الى جعل كل تحرك عسكري ضد الحوثيين منبثقا من اتفاق قد يتمخض عن اجتماع الرياض الخاص بالاطراف اليمينة وفي هذا الامرخطورته فان هذا التحرك قد يعني تحول تلك الجبهة العسكرية في حال التدخل الأمريكي الى جبهة للصراع مع انصار الشريعة ''فرع تنظيم القاعدة في اليمن '' او ان تستغل لمحاربة الاخوان المسلمين اوتتشتت نتيجة للتدخلات الاستخباراتية مما قد يعني انهيارا مبكرا في صفوف هذه الجبهة وهو سيعني بطبيعة الحال ان القوة العسكرية للحوثيين هي من ستفرض المعادلة التي تريدها ايران في هذه الحالة .
وفي المحصلة فان ايران ستسعى بطبيعة الحال خلال الفترة القادمة بالغالب على تعزيز تواجدها العسكري في اليمن وما اتفاقيتها مع الحوثيين وهم ليسوا بجهة رسمية لاقامة اكثر من عشرين رحلة أسبوعية من ايران الى اليمن الا مؤذنة بانتشار جديد لمليشيات شيعية عقائدية مما يعني حصول مجازرطائفية شبيهة بما حصل في بانياس والحولة في سوريا والاعظمية والحويجة في العراق فما هو الحل في هذه الحالة .؟
ان الصراع العسكري في اليمن قد صار قاب قوسين او ادنى ولن تدفعه سوى إرادة العليم الخبير والمؤمن كيس فطن كما اخبر بذلك الصادق المصدوق عليه السلام كما انه لا يلدغ من جحر مرتين وعليه فان الواجب الان على دول لخليج ان تخرج الصراع اليمني من دائرة كونه دوليا لحصره إقليميا ضمن دائرة مجلس التعاون الخليجي وعليه فانه لا بد ان تكون لهذه الدول وقفة مع جمال بن عمر بحيث تسعى لتجميد نشاطه في الشان اليمني حتى لا يتحول الى اخضر ابراهيمي جديد او ديمستورا اخر .
وثانيا يجب ان تعلم هذه الدول ان الصراعات الايدوليجية لا تعطي أهمية للاتفاقات السياسية وكون ان الصراع بين الحوثيين او ايران بمعنى اخر هو صراع عقدي فلن تنفع أي اتفاقية في منع حصوله بل ستكون تكلفة انشاء تلك المؤتمرات اكبر من المكاسب التي ستحققها وكم راينا اجتماعات تخص الشان السوري والعراقي لم تخرج الا بمزيد من المهل والدم وعليه يجب ان يوضع الصراع ضمن اطاره الحقيقي جيش عقدي مكون من الإيرانيين والحوثيين يقابله جيش عقدي مكون من المسلمين السنة بمختلف توجهاتهم وتياراتهم حتى تلك التي لا ترضي الطرف الأمريكي ثالثا يجب السعي لمنع لحصر الحوثيين في مناطق محددة بمعنى يجب الا يسمح لهم بالتمدد اكثر الى الجنوب او استغلال القضية الجنوبية في تحقيق نوع من التحالف او حتى الحياد بين الحراك الجنوبي والحوثيين ففتح جبهة واسعة النطاق سيكون افضل من حصر المعركة في صنعاء اوعدن اومآرب اورداع او البيضاء وفي الختام ان السياسة الناعمة التي تتبعها دول الخليج وعدم الاستفادة من دروس التاريخ وتقريب اطراف ليبرالية في سدة الحكم واهل الحل العقد ومحاربة التيارات الإسلامية إضافة الاعتماد التام على الطرف الأمريكي هي من ولدت هذا التقارب بين الامريكان والايرانيين فالكل في هذه المنطقة يبحث عن مصلحته وكون ان ايران تسعى لمصلحتها فقد جندت الالاف من الشيعة العرب لحرب اخوتهم العرب فمتى نجد الالاف من السنة الفرس لحرب اخوتهم الفرس ؟؟ ببساطة متى ادركنا ان الدين هو الاساس في الاخرة لا القومية المقيتة او التحزبات العلمانية .
محمد سعود البنوان
تعليقات