الليبرالية هي الأقدر والأفضل والأسلم لقيادة المجتمعات!.. بنظر صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2015, 12:40 ص 443 مشاهدات 0
الأنباء
بلاقناع / 'الليبرالية' المظلومة
صالح الشايجي
«الليبرالية» هي الأقدر والأفضل والأسلم، على قيادة المجتمعات وإيصالها إلى بر الأمان.
لقد لحق بـ «الليبرالية» ما لحقها من عيوب وشوائب ألصقت بها، ونالها ما نالها من تشويه وتبديل وتحوير لحقيقتها، حتى وصل بها البعض إلى حد الكفر والإلحاد. ومع الأسف فإن هذا المفهوم المشوّه لليبرالية هو الذي استقر في أذهان أغلب العامة من العرب المسلمين، وربما حتى حكوماتهم.
رغم أن الليبرالية ليس لها علاقة بدين أو ملّة أو عرق، وهي ليست عقيدة دينية تنافس الأديان ولا هي أيضا عقيدة سياسية تنافس السياسات القائمة، بقدر ما هي فكرة تحررية عادلة تؤمن بالعدل والمساواة بين الناس دون التفات لعقائدهم أو أعراقهم وأجناسهم.
ولكن التشويه الذي لحقها هو الذي أساء إليها في أنظار الناس وجعلهم يعتقدون أن فيها ما ليس فيها.
والذي لا يعرفه الكثيرون من أعداء الليبرالية، هو أنهم ليبراليون بالممارسة، وأنّ حياتهم قائمة على الليبرالية التي يسفهونها.
الإنسان المقبل على الحياة والذي يقبل الآخر المختلف ويتعامل معه وفق معطى براغماتي ويتبادل معه المصالح الحياتية، هو ليبرالي الطبع والسلوك، وقيامه بواجباته الدينية لا يخرجه من ليبراليته، كما أن سلوكه الليبرالي لا يخرجه من ملته وعقيدته.
إن كل ما يجري وجرى في منطقتنا العربية وبعض المناطق الإسلامية من حروب ودمار وإرهاب، مردّه إلى غياب الليبرالية، واعتماد مبدأ الفردية وتزكية فئة على فئة وتفضيل فريق على فريق، لذلك قامت الحروب على خلفيات دينية وفئوية، مذهبية تارة وتارة عرقيّة.
هذا واقع نعيشه - مع الأسف - ونرى أدلّته وأهواله رأي العين ونرى ضحاياه ونسمع أنينهم سمع الأذن ونعدّ قتلاه كل ساعة وربّما دقيقة، ومع شروق كل شمس تزداد الأهوال وتتسع رقعة الموت والأراضي المحروقة والرؤوس المتدحرجة!
كل ما في الأمر أن تجتمع الدول العربية والإسلامية تحت أي مظلة تريد، ولتكن مظلة «المؤتمر الإسلامي» لتتوحد في اعتماد مبدأ الليبرالية لحكم دولها والتخلّص من العنصرية والفئوية التي تقوم عليها نظم الحكم في الدول الإسلامية، إن لم تكن كلها فبعضها. مع التركيز على تثقيف الشعوب على الفهم الحقيقي لمعنى الليبرالية، وتبيان مساوئ نظم الحكم القائمة على الأحادية العنصريّة.
وبغير ذلك لن ينجو أحد!
تعليقات