الدوحة تؤكد مجددا توافقها بوجهات النظر مع الرياض
خليجيمساعد وزير خارجيتها: قطر تدعم الشعوب ولا تدعم الإرهاب
مارس 10, 2015, 11:36 م 1964 مشاهدات 0
قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري أن ما تشهده ليبيا حاليا ليست حربا من نظام على شعبه، بل صراع بين فرقاء لتحقيق مكاسب سياسية.
واضاف الشيخ محمد في حديث أجرته معه صحيفة “العرب” القطرية والذي من المقرر أن ينشر في عددها غدا الأربعاء “نحن نرى أنه قد آن الأوان لوضع حد لما يحدث في ليبيا سياسيا، من خلال التوافق ودعم جهود المبعوث الأممي الى ليبيا، وانشاء حكومة وحدة وطنية ودعم بسط الأمن في الدولة”.
وقال المسؤول القطري ان “هناك عمليات إجرامية مستمرة وعنف، لكنها مصاحبة لصراع سياسي، وقطر ترى أنه يجب منح مساحة للحل السياسي حتى نتجنب الوصول الى أي حلول عسكرية، كما أن استمرار الصراع بهذا الشكل سيسمح لتنظيمات إرهابية ومتطرفة بأن تستغل ليبيا كأرض صراعات، مثلما استغلت الوضع في سورية وعندها سيكون هناك خياران للشعوب، إما أن تقع تحت حكم استبدادي او تحت رحمة التطرف”.
وقال إن الدوحة “تدعم تحركات المبعوث الأممي الى ليبيا السيد برناردينيو ليون، ونحن على تواصل دائم معه، في محاولة منا لتقديم المساعدة لجميع الفرقاء في ليبيا لتحقيق التوافق بينهم، وما بعد ذلك أي دعم في إطار دولي يحقق استقرار الدولة الليبية، فإن قطر لن تتوانى عن تقديمه، سواء كان دعما إنسانياً أو فنيا أو إداريا”.
وأكد ان بلاده “لن تتخلى عن الأشقاء في ليبيا، وسنكون متواجدين في أي محفل دولي بناء على طلب الدولة الليبية”.
وفي سؤال عن التناقض في الموقف القطري في ليبيا بين مشاركتها السابقة في الحل العسكري، ومطالبتها اليوم بالحل السياسي وتناقض ذلك مع موقفها تجاه سورية قال مساعد وزير الخارجية القطري “عند قيام الثورة الليبية عام 2011 كانت هناك مساع سياسية لدولة قطر في البداية مع معمر القذافي استمرت لفترة … لكن تم رفضها ووجهت بالعنف والقصف فقتل من الشعب ما قتل فتحرك مجلس التعاون وجامعة الدول العربية الى مجلس الأمن لوضع حد للإبادة التي انتهجها نظام القذافي”.
وتابع أن الشيء نفسه حدث في سورية “حيث سعت قطر إلى إيجاد حل سياسي، وقد زار سمو الأمير – ولي العهد آنذاك- سورية وقابل الرئيس بشار الأسد، وطرح عليه إجراء إصلاحات وفق حل سياسي، وطرح الحل السياسي عليهم أكثر من مرة، ولكن النظام السوري آثر التمسك بالحل العسكري، وبدأ في قصف المدنيين باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين، وقام بعمليات إبادة جماعية بالبراميل المتفجرة وغيرها”.
وأضاف ان قطر ماتزال “تشدد على الحل السياسي، شرط أن يكون بناء على مخرجات جنيف1، وما عدا ذلك، فلا نعتقد انه سيكون هناك حل ما يحقق الاستقرار”.
وأكد على تمسك بلاده برحيل الأسد مشيرا إلى تمنيها ذلك و”نتمنى أن يكون هناك التزام من المجتمع الدولي بإحلال السلام في سورية، وتحقيق مطالب الشعب السوري، مع التأكيد على التمسك بالحل السياسي القائم على جنيف1″.
وحول الدواعي التي تدفع الجزائر وتونس بدورهما إلى تغليب الحل السياسي وليس العسكري في ليبيا؟ قال الشيخ محمد ان “الجزائر وتونس من دول جوار ليبيا، واستقرار هذا الجار يأتي على رأس أولوياتهما، لأنه يؤثر على أمنهما بشكل مباشر، وبناء على فهمهما للأوضاع في ليبيا فهما يريان أن الصراع الحالي في هذا البلد هو صراع سياسي، ويجب حله من الآن سياسيا، وعدم اعتماد أي حل عسكري لأنه سيؤزم الوضع أكثر مما هو عليه”.
وعن الموقف القطري تجاه مصر قال مساعد وزير الخارجية القطري “نحن نرى ان استقرار مصر لا يختلف على ضرورته اثنان، وهو من أولويات كافة الدول العربية، وهو حجر الزاوية بالنسبة للمنطقة”.
وأكد على أن استقرار مصر هو “استقرار لنا جميعا، ويهمنا أن تكون مصر قوية ومستقرة، وأن يعيش الشعب المصري في استقرار وازدهار، نحن اتفقنا أو اختلفنا مع الحكومة المصرية فهذا أمر آخر، لكنه لن يغير مبادئنا تجاه الشعب المصري”.
وقال إن بلاده أدانت قتل المصريين في ليبيا وأن “أي اختلاف في وجهات النظر سياسيا أو بين الحكومات لا يؤثر على علاقة الدولة بالشعوب الشقيقة، حيث أن إدانة العمل الإرهابي يدخل ضمن مبادئنا الرئيسية، فنحن ندين كافة أعمال العنف والإرهاب ونستهجنها ونستنكرها، وما تعرض له المواطنون المصريون في ليبيا هو عمل اجرامي بكافة المقاييس″.
وتطرق للعلاقات القطرية السعودية قائلا ان استقرار وأمن السعودية أمر مهم جدا لدولة قطر. واضاف انه في ظل ما تعيشه المنطقة من أزمات “تبقى الرياض هي الأكثر فعالية سياسيا بحكم ثقلها ووزنها الاستراتيجي، وقطر تبقى داعما للأشقاء في السعودية”.
واوضح الشيخ محمد ان قطر كانت وستظل داعمة لجهود السعودية، في كافة الملفات الإقليمية “فلدينا تعاون وتنسيق تام في ملف اليمن.. وان هناك تنسيق مباشر بين قيادة البلدين وأن هناك توافق في وجهات النظر في هذه الملفات مما يساعد على تعزيز العمل”.
وعن الخلاف القطري خلال الفترة الماضية مع بعض دول الخليج العربية قال ان منظومة مجلس التعاون هي المنظومة الأهم بالنسبة لقطر، وتأتي على رأس أولوياتها، وتماسك دول المجلس هو من أعلى الهرم إلى قاعدة الهرم والعكس، فالشعوب الخليجية هي من نسيج واحد، وهذا ما يعطي خصوصية لهذه المنظومة، وإذا حدثت اختلافات في وجهات النظر فهي تبقى في هذا الإطار.
واضاف “ما حدث هو سحابة صيف وانتهت وأصبحت من التاريخ، ونحن نتطلع للمزيد لتقوية هذا المجلس، ونعول عليه كثيرا”.
وتطرق في حديثه عن الملف النووي الإيراني والتلويح بالحل العسكري قائلا “إن أي دولة لها الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فايران بالنسبة لنا جار جغرافي، ونتمنى ان يكون هناك حل للملف النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية، وضمن المعايير التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ضمان الأمن والسلم في المنطقة”.
واكد على رفض بلاده أي حل عسكري من أي كان.
وأشار إلى أن استمرار عمل السفارة القطرية باليمن بمثابة “تأكيد على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعدم شرعية ما تم في صنعاء خلال الأيام التي سبقت الإعلان الدستوري والسيطرة على العاصمة”.
وعن الاتهامات لقطر بدعم الإرهاب قال الشيخ محمد ان الاتهامات التي تستهدف قطر بدعم الإرهاب “فهذه لها اغراضها، ولم يقدم احد من المدعين أي دليل على هذا، بينما الأعمال التي تكافح بها الدولة الإرهاب وتأخذ في الاعتبار الأسباب الجذرية له فالبعض يغفلها ولا يريد الحديث عنها”.
واوضح الشيخ محمد ان بلاده “لم ولن تدعم الإرهاب، وتستهجن وتدين كافة الاعمال الإرهابية التي تؤثر وتقوض الامن والسلم لدى المدنيين، ولا تدعم تيارا بذاته بسبب أفكاره، ولكن تدعم الشعوب وعندما دعمت جمهورية مصر العربية لم تدعم أي حزب سياسي، بل دعمت الدولة المصرية والحكومة المؤقتة بعد ثورة 25 يناير ودعمت الشعب المصري من خلال المجلس العسكري والذي كان يمثل السلطة آنذاك، فهي لا تدعم طرفا بعينه”.
تعليقات