سلالة جديدة من الملاريا تشكل 'تهديدا خطيرا'
عربي و دوليفبراير 20, 2015, 8:01 م 1475 مشاهدات 0
ظهرت حالات إصابة بمرض الملاريا المقاومة للعقاقيرعلى الحدود بين ميانمار والهند وتشكل الآن 'خطرا كبيرا' على الصحة العالمية وفقا لعلماء.
وأضاف باحثون أن هذه النوعية من المرض الطفيلي، التي تقاوم عقار أرتيميسينين، تواصل الانتشار منذ أن ظهرت للمرة الأولى في جنوب شرق آسيا.
وأوضحت التجارب، التي نشرت تفاصليها مجلة لانسيت أنفيكتشاس ديسيزس العلمية، أن الملاريا المقاوم للعقاقير على وشك الدخول إلى الهند.ويقول خبراء إن التطورات الأخيرة فيما يتعلق بمقاومة المرض للأدوية 'مقلقة'.
يُذكر أن معدل الوفاة جراء الملاريا تراجع منذ عام 2000 وحتى الآن، إذا بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة 584000 حالة، وهو نصف العدد المسجل قبل بداية تلك الفترة.
ولكن مقاومة المرض لعقار أرتيميسينين يشكل تهديدا بتبدد كل الجهود التي أسهمت في تراجع الإصابة بالمرض، وهي المقاومة التي رصدها الباحثون في كمبوديا، ولاوس، تايلاند، وفيتنام، وميانمار التي عُرفت فيما مضى ببورما.
وأظهر تحليل عينات دم أُخذت من 940 مصاب بالملاريا من أكثر من 55 موقع في ميانمار أن مقاومة المرض للعلاج تنتشر في جميع أنحاء البلاد.
كما ظهرت مقاومة الفطر للعقاقير في منطقة ساغانغ التي تقع على بعد 25 كيلو متر من الحدود مع الهند.
خطر واضح
قال تشالرز وودرو، أستاذ الطب بوحدة الأمراض الاستوائية التابعة لجامعة ماهيدول أوكسفورد في تايلاند، لموقع بي بي سي الإخباري: 'اكتشفنا مقاومة المرض لعقار أرتيميسينين بالقرب من الحدود مع الهند، ما يهدد بتوسع في انتشار المرض قد تشهده البلاد في المستقبل في الهند وجميع دول الجوار.'
وعادة ما يعطى عقار أرتيميسينيين للمريض مع عقار آخر.
وأضاف أن العقار الآخر سوف يعوض التباطؤ الذي أظهرته تركيبة العقار الحالي، ولكن زيادة المقاومة ستؤدي حتما إلى فشل العقار.
وأكد أن انتشار الملاريا في الهند من الممكن أن يسفر عن آثار بالغة الضرر للمناطق الريفية، إلا أنه لن بشكل سريع على معدلات الشفاء.
وأكد أيضا على أنه بغض النظر عن الآثار قصيرة الأجل، من الممكن أن يشكل انتشار هذا المرض الطفيلي أزمة حقيقية في ضوء توافر عدد محدود جدا من الأدوية المعالجة له.
دروس من التاريخ
يعتبر الانتشار الحالي للمرض تكرارا لما حدث من قبل. فعلى الرغم من أن عقار الكلوروكين أنقذ حياة الملايين الناس، ولكن درجة من مقاومة المرض للعقار اكتشفت على الحدود بين كمبوديا وتايلاند عام 1957.
وانتشرت المقاومة للعقار حول العالم ووصلت إلى أفريقيا بعد 17 عاما فقط من الظهور في جنوب شرق آسيا.
رغم ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل على وجود مقاومة مرض الملاريا لعقار أرتيميسينين في أفريقيا على الرغم من أن هناك مؤشرات على إمكانية أن يعيد التاريخ نفسه بتبعات بشعة.
يقول وودرو لبي بي سي إن 'الأدلة المستمدة من متابعة انتشار المرض على مستوى العالم تثبت مقاومة الملاريا لعقار الكلوروكين، ومن الممكن أن تُترجم في صورة زيادة كبيرة في معدل الإصابة وعدد أكبر من الوفيات.'
لماذا شرق آسيا؟
ظهرت المقاومة لعقاري أرتيميسينين وكلوروكين المضادين للملاريا في جنوب شرقي اسيا. والتفسير الأساسي لهذه الظاهرة هو أن مستوى المناعة الطبيعية للملاريا، لدى سكان تلك المنطقة، أقل من مستوى المناعة الطبيعية لدى سكان أفريقيا.
وبعيدا عن تلك المقاومة، ينبغي أن تقوم الأدوية بدورها في علاج المصابين في جنوب شرق آسيا.
ولكن مع استمرار زيادة الإصابات في أفريقيا وتكرار انتشار العدوى، يكون الناس قدرا أكبر من المناعة ضد هذا المرض الطفيلي.
ومعنى ذلك أن نظام المناعة الطبيعية والأدوية شريكان في المسؤولية عن مكافحة الملاريا.
لذلك يعتبر جنوب شرق آسيا بيئة خصبة لتطور مقاومة المرض للأدوية.
قال فيليب جويري، رئيس الشبكة الدولية لمكافحة مقاومة الملاريا للأدوية، إن 'هذه الدراسة تنبه الجميع لأن سرعة انتشار مقاومة الملاريا أو ظهور تلك المقاومة أضحى أمرا مقلقا.'
وأضاف: 'نحتاج إلى المزيد من الجهود الدولية المضنية للتعامل مع هذه المشكلة التي ظهرت في تلك المناطق الحدودية.'
أما مايد تيرنر، رئيس قسم العدوى والمناعة بمؤسسة ويلكام ترست الطبية الخيرية، فقال إن 'هذا البحث الجديد يظهر أن التاريخ يعيد نفسه فيما يتعلق بتكوين المرض مقاومة ضد عقار أرتيميسينين، الذي يعتبر ركيزة أساسية للعلاجات الحديثة للملاريا، وهي المقاومة التي بدأت في الظهور في ميانمار.'
وأضاف: 'سوف نواجه خطرا جسيما إذا دخلت مقاومة المرض للعلاج الحالي إلى الهند، لأنه سيهدد حياة الآلاف.'
تعليقات