ندوة 'العزو بالجهل عند اختلاف الآراء'

أقامت اللجنة الثقافية بقسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت وضمن موسمها الثقافي للعام الجامعي 2015/2014 محاضرة بعنوان ' العزو بالجهل عند اختلاف الاراء ' حاضر فيها أستاذ علم النفس د. محمد سرطاوي.

قال د. محمد سرطاوي انه عند الحديث عن الجهل يجب ان نميز بين نوعين من الجهل النوع الاول هو الجهل في العالم الخارجي او المادي مثل الجهل الموجود بالعلوم وهذا النوع هو الجهل الموضوعي اما النوع الاخر فهو الجهل الذي يصنع ويفرض عن طريق التفاعل في السياق الاجتماعي.

وأوضح سرطاوي ان الجهل في الدرجة الاولى هو اللاعلم او غياب المعلومة الكاملة او الواضحة وفي بعض الامور التشويش يعتبر جهل، فهنالك جهل وتجاهل وتشويش، مضيفا انه دائما ومنذ نشاة الفلسفة والعلوم كانوا الناس يرون الجهل أمر سلبي فبنيت ثقافة علمية كاملة على اساس ابادة الجهل باكتساب العلم وارتبطت ابادة الجهل بالأخلاق فأصبحت ابادة الجهل بالتعليم واجب اخلاقي.

وبين د. محمد سرطاوي ان الكثير من العلاقات الاجتماعية تعتمد على الجهل لتنظيمها مثل مفهوم الخاصية فالفرد يقبل أن يجهل أمر ما عن فرد اخر احتراما له، لافتا الى ان الكثير من المنظمات والمؤسسات تعتمد على الجهل اعتمادا كبير في تنظيمها لتحافظ على الطبقية فيها وبناء القوة.

وحول الجهل في علم النفس أشار سرطاوي الى ان هنالك مبدأ عام في علم النفس وهو ان الانسان بخيل الأدارك حيث انه يختصر العمليات العقلية ليوفر الجهد المعرفي فهو يبحث في المعلومات التي تتوافق مع معتقداته ويتجاهل ما عداها، وتشير بعض الدراسات الى ان الجهل بالمعلومات في بعض الاحيان قد يزيد احتمالية الوصول الى قرارات سليمة و ان العلم ليس بلا تكلفة وان الجهل في بعض الاحيان مناسب بل ضروري.

وأكد د. محمد سرطاوي ان العزو بالجهل يعمل كحاجز معنوي يبرر الاختلاف في الفكر والامتناع عن الحوار البناء وتبادل الاراء مع الآخرين، والآخر هذا قد يكون واحد من ثلاث انواع الاول ينتمي لنفس فئتك الاجتماعية وتقبل انتمائه وتعذره على جهله لكن لا تهتم لتصحيحه ونوع يدعي انه ينتمي لفئتك وأنت لا تقبل انتمائه وتلومه على جهله والآخر ينتمي لفئة اجتماعية اخرى وأنت بإدراكك تلومه على جهله ولكن لا تناقشه.