شاب كويتي يتحول لمليونير في 4 أعوام

الاقتصاد الآن

محمد جعفر اشترى 'شركة' بأقل من مليون دينار ويبيعها بـ 50 مليون دينار

8073 مشاهدات 0

محمد جعفر

أعطى محمد نبيل جعفر مثالا يحتذى للشباب الكويتي المجتهد، بعد أن قرر المفاوضة على بيع مشروعه على الانترنت، وهو شركة «طلبات» الكويتية لتوصيل طلبات المطاعم في صفقة ضخمة قد تصل إلى 170 مليون دولار (نحو 50 مليون دينار) لشركة «روكيت انترنت» الألمانية.

ويقول جعفر لـ «الأنباء»، وهو الرئيس التنفيذي للشركة، إن مشروعه نجح في الوصول إلى العالمية بعد أن وجد فرصة استثمارية في الإنترنت، معتبرا أن نموذج عمله قام على 3 عناصر رئيسية أعطته الميزة التنافسية، هي «الخدمة الجيدة والصدق في التعامل وجودة المنتج».

ويشجع جعفر ـ الذي سيدخل القائمة المليونيرية بعد إتمام الصفقة الشباب على خوض تجربة الاستثمار في الإنترنت، حيث إن الفرص كثيرة، لكنه ينصحهم بالعمل الدؤوب والجهد كي يحصدوا النتائج الجيدة.

ولا يذكر جعفر حجم المبلغ الذي استثمر فيه عند شرائه «طلبات» قبل 4 أعوام، لكنه يقول انه اقل من مليون دينار، علما أن المشروع بدأ عمله قبل 10 أعوام، ولديه حاليا 400 ألف مشترك، وشهد أكثر من 8 ملايين طلب حتى الآن.

وفي مزيد من التفاصيل فقد نقلت «رويترز» أمس ان شركة «روكيت انترنت» الالمانية استحوذت على شركة «طلبات الكويتية لتوصيل طلبات المطاعم» في صفقة بـ 170 مليون دولار أو نحو 50 مليون دينار، وقالت روكيت: إن طلبات أحدث اعضاء المجموعة تعمل في دول بالشرق الأوسط وتتعاون مع مطاعم مثل برجر كنج وكنتاكي وبيتزا هت، وتقدم شركة «طلبات» خدماتها في الكويت والسعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر.

وأحدث الخبر دويا قويا في الكويت حيث فوجئ كثيرون من حجم الصفقة التي اعتبرها البعض مبالغا فيها خصوصا من فئة رجال الاعمال التقليديين غير المؤمنين بالانترنت كمكان لصناعة الثروة، بينما رأى فريق آخر ان المبلغ منطقي لأن الشركة الالمانية اشترت على اساس نمو مستقبلي لشركة «طلبات» باعتبارها الرائدة في الكويت والمنطقة من حيث فكرتها، واصبح اسمها ذا شهرة عالية وثقة عند العملاء كما لديها «داتا» كبيرة راكمتها على مدار 10 اعوام، وتحديدا منذ بدء عملها في 2004.

ما هي «طلبات» ؟

فحسب موقعها على الانترنت، فقد بدأت «طلبات» تقدم خدماتها منذ عام 2004 وتعتبر الشركة «سباقة في مجال استخدام الخدمات الالكترونية في الشرق الأوسط لتقديم طلبات المأكولات»، ويعبر الموقع عن ذلك «موقع طلبات دوت كوم يعتبر مولا تجاريا للمطاعم والمستخدمين على شبكة الانترنت».

وفي الموقع، بعض المعلومات عن الشركة، حيث لديها قائمة من 1300 مطعم من مختلف أنواع المطابخ العالمية واكثر من 8 ملايين طلب حتى الآن، واكثر من 400.000 مشترك، كما هناك مليون تحميل لتطبيق طلبات على الآيفون والآندرويد وأكثر من 25.000 زيارة يومية للموقع.

ويقول المدير العام لشركة الأجيال القادمة عيد الشهري إن نموذج العمل في «طلبات» قائم على وجود كاش دائم لدى الشركة وتراكمي، حيث تقوم الشركة بدفع مستحقات لعملائها من المطاعم بعد شهر تقريبا من تنفيذ عملية شرائية ما (طلب وجبة طعام على سبيل المثال)، وهو ما يعني أن الكاش الذي تحصده الشركة بشكل مباشر او عن طريق الدفع الالكتروني تحوله للمطاعم بعد فترة، وتقوم باستثمار هذا الكاش في استثمارات أخرى. ويعتبر الشهري أن هذا النموذج مبتكر لكن يمكن تقليده، غير أن لدى الشركة بعض نقاط القوة مثل الخدمة المميزة وقدرتها على الابتكار ووجود فريق شبابي متمكن من التكنولوجيا.

ويقارن الشهري في حسبة أولية لصفقة شبيهة لشركة توصيل طلبات الطعام Grubhub الاميركية في صفقة بـ 3 مليارات دولار ولديها 34 مليون مشترك أي ان قيمة كل مستخدم 100 دولار، وعند مقارنة ذلك، وحسب ارقام المشتركين المعلن لدى موقع «طلبات» عند 400 الف مشترك، فإن سعر كل مشترك لدى «طلبات» هو 125 دينارا، وهو رقم كبير، ويعادل 4 اضعاف المشترك الاميركي، وفي مقابلة سابقة مع الرئيس التنفيذي محمد نبيل خالد جعفر على موقع «زاوية» الالكتروني قال إنه «فخور بأن شركته تقود هذه السوق واستخدام احدث التكنولوجيا ويقدمون خدمة للزبائن باحترام ومهنية».

وفي بيانها الصحافي، قالت الشركة الالمانية «روكيت» إن شركة «فود باندا» التي تملك 50% منها أبرمت صفقة لشراء 24h.ae وهي منافس قوي في الإمارات يعمل في المجال نفسه، وأضافت المجموعة أن من المتوقع الانتهاء من الصفقة اضافة الى صفقة «طلبات» خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقال أوليفر ساموير المدير التنفيذي للمجموعة في بيان «الشرق الأوسط أحد أكثر الأسواق جاذبية بفضل فرص النمو الكبيرة وهوامش الربح الجذابة جدا».

يذكر أن «روكيت إنترنت»، التي تطور شركات الإنترنت في مجال التجارة الإلكترونية وتوصيل الخدمات على وجه الخصوص، أعلنت الأسبوع الماضي ضخ استثمارات بقيمة 496 مليون يورو في الموقع الإلكتروني الألماني لتوصيل طلب المطاعم «ليفرهيلد».

كما اشترت «روكيت إنترنت» تسع خدمات إلكترونية أخرى لتوصيل الطلبات في دول متعددة مثل إسبانيا وإيطاليا وباكستان وماليزيا وسنغافورة.

وتبلغ قيمة «روكيت إنترنت»، التي يديرها الأشقاء أوليفر ومارك وألكسندر زامفر، في البورصة بنحو 8 مليارات يورو، وأضافت الشركة أنه سيتم ضم «طلبات» إلى الوحدة الجديدة الخاصة بخدمات توصيل طلبات المطاعم في «روكيت إنترنت».

كعادته يملأ بنك الكويت الوطني الدنيا ويشغل الناس بدعاياته المبتكرة في الأعياد الوطنية مثل دعايته #هذا هو الكويتي «كما انتشر وسمها على «تويتر»، وفعلا جاء محمد نبيل جعفر، المليونير الجديد والرئيس التنفيذي لشركة «طلبات» لتوصيل طلبات المطاعم ليعبر عن نموذج الشاب الكويتي، بعد أن بدأ في مفاوضات بيعه شركة «طلبات» بصفقة قد تصل إلى 170 مليون دولار، وهو رقم ضخم لشركة كويتية حديثة عمرها 10 اعوام وتعمل عبر الإنترنت. في الواقع، إنها صناعة جديدة وفرصة وجدها المبادر محمد على مساحة افتراضية، وقرر أن يأخذ المخاطرة ويفكر بشكل مختلف «لماذا لا يصنع ثروة بغير الأسهم أو العقار أو الانتظار في طابور طالبي الوظائف الحكومية».؟ وبضربة واحدة، قرر جعفر بيع حصة كبيرة في استثماره، ليأتي الحصاد بعد أقل من 5 سنوات (استثمر في الشركة عام 2010) ، تاركا صورة جديدة عن الثروة والربح والتفكير بطريقة خارج الصندوق في الاستثمارات الحديثة.
وأمس كثر الحديث عن الرقم، وشكك كثيرون فيه، ورغم أن المبلغ كبير، لكنه ليس موضع البحث هنا. فالصفقة ستتم في غضون أسبوعين، ومهما كان المبلغ فسيكون مليوني بلا شك، ويترك المشككين، خصوصا من رجال الأعمال التقليديين، أمام حسرتهم، بعد أن راهنوا فقط على البورصة والعقار، وبقوا كل حياتهم يخسرون ويربحون ويكررون الأخطاء نفسها، وما أزمات الأسهم الا دليل على ذلك، أما في العقار فإن جل عملهم هو شراء ارض ثم بيعها، وبناء بناية وتأجيرها. ولا شك أن هذا التشكيك ظهر الآن تماما كما ظهر ببداية المشروع، عندما قال كثيرون لمحمد «ستفشل.. التجار لن يتركوك تعمل.. انت تحلم»، وكثير من عبارات الإحباط، لكن محمد اخذ طريقا آخر ونجح وربح. اما الأهم فيما فعله المليونير الجديد، فإنه أعطى درسا آخر للمنظرين الحكوميين عن كيفية تغيير التفكير القديم في تنويع الاقتصاد، وهي اللازمة التي تتردد في كل الخطابات الحكومية ومن القطاع الخاص التقليدي من دون اعطاء وصفة لكيفية تنويع الاقتصاد، وما الدور الذي يمكن أن يعمل من خلاله الشباب الجدد والصناعات المستقبلية.

وقبل أيام، تمت الموافقة لشركة IBM على فتح فرع لها في الكويت، وهي خطوة ممتازة لبدء التفكير المستقبلي ولما بعد النفط، حيث يعتقد كثيرون أنه يمكن للدول الخليجية أن تنوع اقتصادها بصناعات تكنولوجية وبصناعات على الإنترنت وبتطبيقات على الموبايل، وما نجاح بعض الشركات مثل طلبات، توصيل.كوم، «شيل.كوم»، For Sale، وغيرها إلا نماذج أخرى لما يمكن فعله على الويب. ووسط وجود عدد هائل من الشباب في الاقتصادات الخليجية، يشكلون نسبة 60% من اقتصادات المنطقة، ويعتبرون قوة تنافسية لهذه الاقتصادات، ومعظمهم يدركون التحولات العالمية ولديهم موبايلات ذكية ويتواصلون مع العالم بتويتر (الكويت بين الأعلى عالميا باستخدام الأفراد لتويتر)، فإن التنويع يمكن أن يكون هنا في صناعات تكنولوجية وانترنتية والاستثمار في الشباب في هذه الثروة النامية، بدل البحث عن طرق تقليدية لا يبدو أنها تجدي نفعا بعد الآن.

 

الآن - الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك