الرئيس الايطالي الجديد يؤدي اليمين الدستورية
عربي و دوليفبراير 3, 2015, 8:02 م 2036 مشاهدات 0
ادى الرئيس الايطالي الجديد سيرجو ماتاريلا اليمين الدستورية أمام البرلمان الموسع هنا اليوم.
وقال ماتاريلا في كلمة عقب تنصيبه رئيسا امام اعضاء مجلسي النواب والشيوخ ومندوبي الاقاليم ان الارهاب العالمي الذي 'يهدد تعايشنا' ساهم بنشر الموت والمآسي والضحايا الأبرياء في كل أرجاء العالم.
واكد أهمية مراعاة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعاون العالمي في مجابهة خطر الارهاب بشكل شامل معربا عن 'الفزع من همجية قطع رؤوس الرهائن والحروب والمذابح في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وصولا الى أحداث باريس المأساوية' وأكد ماتاريللا على ضرورة 'ادانة ممارسات العنف باسم الدين ومحاربة من يوظفه لغرض فرض هيمنة أفكاره على الاخرين منتهكا بذلك الحقوق الأساسية للانسان والحرية الدينية'.
وحذر في الوقت ذاته من 'أن تناول تحدي الارهاب الأصولي البشع من منظور صدام أديان أو حضارات يعد خطأ جسيما' موضحا أن 'هذا الخطر أشد عمقا وأكثر اتساعا' ويستهدف دعائم الحرية والديمقراطية والتسامح والتعايش الانساني.
وقال الرئيس الايطالي ان تهديد الارهاب عالميا و'يستوجب ردا عالميا' ما يستلزم أن 'يعبئ المجتمع الدولي كل موارده' في مواجهة ظاهرة الارهاب التي 'لا يمكن مجابهتها بالتحصن داخل حدود الدولة الوطنية' حيث يستخدم المحرضون على الكراهية وأتباعهم الانترنت ووسائل حديثة تتجاوز حدود الدول.
وفي الشأن المحلي تعهد رئيس الجمهوري الايطالي أن يجسد طوال ولايته التي تمتد سبع سنوات مبادئ وروح الدستور وأن يكون حكما محايدا بين 'اللاعبين' والأطراف السياسية الذين طالبهم بالمضي قدما في الاصلاحات الدستورية والاقتصادية الضرورية لاعادة الأمل للمواطنين الذين تضرروا من الأزمة الاقتصادية.
وشدد ماتاريلا على ضرورة الاهتمام ب'المصاعب الاجتماعية' التي 'تحدد المسافة بين الدولة والمواطنين' وعلى ضرورة مكافحة عصابات المافيا التي تفشت في مفاصل المجتمع والدولة ومحاربة الفساد المستشري.
وتطرق الرئيس الايطالي المنحدر من جزيرة (صقلية) الى قضية الهجرة حيث يأتي 'ملايين الأفراد والعائلات للفرار من مواطنهم بحثا عن النجاة والمستقبل في أوروبا قارة الحقوق والديمقراطية' داعيا الاتحاد الأوروبي الى 'مزيد من الانتباه والالتزام والتضامن' مع ايطاليا التي تواجه 'الطوارئ الانسانية الجسيمة والمؤلمة'.
ولاقى خطاب ماتاريللا تأييدا واسعا من سائر القوى السياسية حتى التي تحفظت على 'طريقة' ترشيحه والتي لم تصوت لصالحه حيث حضر زعماء جميع الأحزاب حفل التنصيب في قصر (الكورينالي) الجمهوري باستثناء زعيم حركة (الخمس نجوم) بيبى غريللو.
واتفق معظم المراقبين والمحللين على أن ماتاريلا القاضي السابق في المحكمة الدستورية سوف يعيد دور رئيس الجمهورية الى مجال اختصاصها الدستوري الذي يقتصر على الفصل بين سلطات الدولة دون القيام بأي دور سياسي في اشارة الى الدور السياسي والبارز الذي لعبه سلفه الرئيس جورجو نابوليتانو على صعيد السياسة الداخلية والاقتصادية والدولية في ظروف استثنائية خلال ولايته الأطول التي استمرت 9 سنوات.
وفي النظام البرلماني الايطالي لا يتولى رئيس الجمهورية أي دور تنفيذي حيث يقتصر عمله على تمثيل الدولة وتكليف رئيس الوزراء بناء على ما يفرزه البرلمان من أغلبية وعلى تسمية الوزراء بناء على اقتراح رئيس الوزراء كما يصدق على أي مرسوم أو قانون شرطا لنفاذه ويمكنه اعادته الى البرلمان مرة واحدة لمراجعته.
وتعد أهم صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يتولى رئاسة المجلس الأعلى للقضاء والقائد العام للقوات المسلحة امكانية حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة اذا ما عجز البرلمان عن افراز حكومة مستقرة ويفقد هذه الصلاحية في الأشهر الستة (البيضاء) الأخيرة لولايته بينما يمكن للبرلمان بأغلبية مؤهلة عزله بتهمة الخيانة العظمى حال تجاوز صلاحياته الدستورية.
تعليقات