متى نجد الرجل المناسب في المكان المناسب؟!.. تركي العازمي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 892 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  احذر.. 'السراب' لا بلاك الله بعاقة!

د. تركي العازمي

 

بعض الكلام يأتي «مدفوناً» يعني كدس السم بالعسل كما يقولون وهو مدون من قبل ومن بعد...بعض من يعطيك النصيحة لا يخلص بها وبعض من أوكلت له مهمة الاستشارة غير مؤتمن أو إنه غير مؤهل لمهمة تبنى عليها قرارات مصيرية.

إنني كتبت العنوان بعد ردود الفعل التي تلقيتها حول المقال السابق (أرجوك...«افهمني»!) وقد احترق عندي «كيبل» كهربائي ضعيف يغذي النور الذي من خلاله أستقبل مختلف الردود حتى عثرت على ضالتي في بيت شعر للشاعر صقر النصافي نصه:

«إذا بلاك الله بعاقة من مقاريد الجماعة...لا توريه الحماقة لين ربك يقلعه»...بيت فيه من الفلسفة ما يكفي جيل اليوم والغد.

نعم أقولها من منظور اجتماعي حيث الأمور تسير في خطوط متعرجة والعاقل في حيرة من أمره اجتماعيا وتحديدا وهو يتابع ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي!

«لسانك حصانك»...والبعض لا يصون لسانه وتجده يشتم ويقذف وينسب أقوالاً غير صحيحة ولو ان مطلقي الإشاعات وجدوا من يتصدى لهم لما بلغت حالة السوء المستوى الذي نعيشه...فـ «مقاريد الرفاقة» زادت جعجعتهم ولا نجد طحينا منهم وسكوت البعض (أعني المعنيين ممن جرفتهم آليات نفوذهم بعيدا عن ساحل الإصلاح) ينم عن جودة تفكيرهم فلا مكان للعقلاء في حقبتنا الزمنية هذه.

ننتظر إيمانا منا بقول المولى عز شأنه «وبشر الصابرين» ونصر الله آتٍ لا محالة ومهمتنا هنا في صحافة الرأي تكمن في رسم الفكرة عبر مقال نقصد من ورائه توجيه النصح وتثقيف البسطاء وحث العقلاء من أصحاب القرار لعلهم يوقفوا مد «الشخبطة» قياديا وإعلاميا.

اعلم أنك ملاقٍ ربك...نقطة سطر جديد!

فماذا أنت فاعل عندما تواجه مصيرك أمام رب عادل طرح لك العبر لتعتبر وبينت السيرة النبوية للجميع كل ما يخص شؤون الحياة!

دعني أسألك بشفافية وتلقائية...هل أنت راضٍ عما يدورمن حولك؟

تأخذ ابنك للمدرسة ويعود كما ذهب بلا تعليم ولا تربية...تراجع المستشفى ولا تجد التشخيص السليم إلا إذا كانت تربطك علاقة مع أطباء مميزين يوجهونك خير توجيه!

تقف أمام المرآة وإذا بالشيب قد غطى رأسك ولحيتك وأنت تنتظر بيتا أو قسيمة لعائلتك...وإن وجدت «تعال رقع ارتفاع الأسعار»!

تعمل بجد وإخلاص...ويأتي من هناك عبر «البراشوت» شخص آخر يتم تثبيته على المنصب القيادي الذي تحلم به كحق كفله لك الدستور!

عجيب أمر أحبتنا...يقرأون ويشاهدون ويستمعون لكن قليلاً مما يريد السواد الأعظم هم فاعلون.

المهم يبقى مذكور في بيت آخر للشاعر صقر النصافي نصه:

«ما ني بمن يطرد سراب بمضماه...شاف السراب ويحسب إنه غديري»

لذلك...احذر حفظك الله ورعاك المضي خلف «السراب» إذا ابتليت «بعاقة» فالثبات على القيم الأخلاقية هو الملاذ الأول والأخير للخروج من «الشخبطة» التي ذكرنا بعض صورها مختصرة بشدة!

ويبقى التساؤل مطروحاً: متى نجد الرجل المناسب في المكان المناسب وتحديدا بالنسبة للمناصب القيادية؟

خلاصة القول...إن الصبر وتوجيه النصيحة وعدم الخوض في ما ينشره «مقاريد الجماعة» يعد أحد أسباب النجاة من عذاب يوم عظيم والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك