عن تحالفات دول الخليج .. يكتب صالح المزيد

بالإمكان 'وأصبح من الضرورة' لدول مجلس التعاون الخليجي لاسيما السعودية الشقيقة وهي العمق الاستراتيجي للخليج العربي بإعادة النظر للقرارات الجيوسياسية التي واجهت ثورات الربيع العربي المجيدة بالقوة المضادة، الأنظمة الخليجية تعلم يقيناً ان الشعب الخليجي ينشد الإصلاحات لا الثورات وإسقاط الأُسر الحاكمة، ولا يقبل غيرها أصلاً ان يكون في سدة الحُكم والإمارة، فـ إلى متى هذا التوتر والقلق من الربيع العربي المستحق يا 'ساده؟' والخوف من إمتداده ووصولهُ للأُسر الحاكمة الخليجية؟!، الشعب الخليجي ينشد اصلاحات سياسية ودستورية ليكون مصدر السلطات وله السيادة كما نصت الشريعة الاسلامية ابتداءً والديمقراطية المنشودة حالياً، وهذا المراد ليس إلا يا ' ساده ' !

الآن بالإمكان عمل جيوستراتيجية عميقة بين السعودية وتركيا لتحقيق أهداف الثورات العربية المجيدة وكبح جماح الطغيان والإستبداد ودحر استمراره وهو يُقتل الشعوب ويشردهم!، بعد التحالف السعودي التركي تلقائيا سيتم إسقاط الحكم العسكري بمصر وعودة الشرعية وأقول 'تلقائيا'، ثم تكون الجيوستراتيجية الثلاثية بين السعودية وتركيا ومصر!، هذا التحالف يربك الإتحاد الأوروبي وأمريكا والكيان الصهيوني 'إسرائيل' لانهُ يقطع الإمبريالية الرأسمالية الغربية والامريكية على المنطقة الخليجية، وأيران تصبح كـ 'الفأر' فيتم كبح جماح التمدد الإيراني الفارسي بالمنطقة الذي احتلَ العراق واليمن وسوريا ولبنان ويسعى جاهداً للسيطرة على الخليج العربي!!، ومن مبدأ التبعية فإن تحجيم ايران سيُحجم النفوذ الجيوسياسي والجيوقتصادي لروسيا والصين بمنطقة الشرق الأوسط ويكون للخليج العربي قوة وشراكة اقتصادية وعسكرية وسياسية لا مثيل لها، بل يتحدى الصعيدين الإتحاد الأوروبي وأمريكا والصيعد الآخر روسيا والصين وايران في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط !

بالإمكان يالملك سلمان .. بالإمكان ان نكون شعوب حرة لها كيانها بالمعادلة والموازنة الدولية، بالإمكان ان نكون مركز القوة الشرق اوسطية !

ثمة أمر .. وهو ان تقوية الجبهة الداخلية للشعب الخليجي هو السلاح الأول الفتاك لأي تعدي خارجي على الخليج العربي، والتقوية تكمُن في تحقيق سيادته وحريته وكرامته.

بالإمكان يالملك سلمان .. فالأمر يحتاج لقرار ليس إلا.

بقلم/ صالح المزيد