تكتب دينا الطراح عن متطلبات الحرب العالمية ضد الإرهاب
زاوية الكتابكتب يناير 30, 2015, 12:54 ص 382 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس / الحرب العالمية ضد الإرهاب
دينا الطراح
«الدول الدينية تمهد لإعادة خلافة إسلامية» (هاري فورد)
متطلبات الحرب العالمية ضد الإرهاب تتلخص في النهضة والتقدم الإنساني، والبداية الحقيقية للرقي والحضارة. تتمثل في:
الجانب الإعلامي: معالجة الإحباطات الفكرية، والخواء الثقافي، انعدام الضمير، الجشع والطمع، التباطؤ في تنفيذ التوعية الدينية السليمة ونشر الأفكار الإسلامية الممنهجة المدروسة التي تجمع الأمة الإسلامية وتعمل على ترشيد اليقظة الدينية وتصحيح مسارها.. فالإعلام السياسي الذي يهتم بتعريف الإرهاب، ويستضيف كبار السياسيين والمفكرين، ويبرز الممارسات الخاطئة للمجموعات الدينية ونتائجها، ويحلل الصراعات السياسية في العالم، ويعرف الناس بالتكتلات الحضارية وفكرها ودعاياتها السياسية وأنشطتها الاقتصادية.. ليتبصر الناس بما يحدث في العالم الذي يعيشون فيه، ويتحقق الأمن الفكري لهم من خلال الإعلام ووسائله المقروءة والمسموعة والمشاهدة والفن والدراما والسينما والمسرح.. فالإعلام من وسائل العلم والتعليم والمعرفة ويحقق منفعة للناس والأمة التي شقاؤها هو الجهل والتعتيم الإعلامي والعودة للعيش في عصر الكهوف! فعجز الناس في دول ما عن مجاراة غيرهم إقليمياً وقومياً وعالمياً يعرضهم لخطر الفتن السياسية والدينية التي افتتن فيها الكثير من مسلمي اليوم.
الجانب السياسي: مفاهيم الديموقراطية والحرية في عالمنا المعاصر لا تتعارض مع مفاهيم السمع والطاعة في الدين الإسلامي، ولكن تنمية إرادة الفرد.. وقدرته على اتخاذ قراراته، وقدرته على صنع اختياراته وتحمل نتائجها التي تخلق منه شخصاً ناضجاً.. هي التي تتعارض مع مفاهيم الجماعة ومفارقة الجماعة والسمع والطاعة لها، ولذلك كانت دائماً القبيلة كلمة تشكل معنى بدائياً في عالم اليوم، والعيش في إطارها، وتمجيد تاريخها، ينشئان منها قوة تتحكم في حاضرنا بل ومستقبلنا.. وفي هذا خطر كبير يراه العالم ودوله وشعوبه المتمدنة والمتطورة على نمط حياته القائم على الحرية الفردية وتقويتها في كل نواحي الحياة. ولذلك، على السياسيين في الأمة الإسلامية العمل على صياغة قرارات تخلق منظومة حياة تجمع الحداثة والمدنية بما يتوافق مع الدين، حتى لا يصطدم عالمنا الإسلامي بدوله وشعوبه ودينه بعالم اليوم الحديث ذي التطورات السريعة.. ونظام الحكم وفق الشرائع الدينية والدول الدينية سيتعارض دوماً مع الدول المدنية القائمة على التعددية الدينية.
ونصل أخيراً إلى الجانب الأمني.. الذي يأتي دوره في مواجهة الجماعات الدينية الإرهابية بالقوة وفرض الأمن، والحذر.. كل الحذر من الجماعات الدينية والإرهابية التي تسيطر بالحديد والنار وتستغل البطالة، وتدهور الخدمات وأزمات الناس الاقتصادية والسياسية لتخترق الدولة بل وتسقطها.. كما رأينا ما يحدث للعديد من أنظمة الحكم في عالمنا العربي.
تعليقات