مكافحة الفساد والإصلاح أجدى من ترديد الشعارات!.. برأي محمد العبدالجادر

زاوية الكتاب

كتب 550 مشاهدات 0


القبس

إما تطرفاً! أو لامبالاة

د. محمد العبدالله العبدالجادر

 

إن ما حدث للمنطقة ابان ما سمي بالربيع العربي وأنتج بؤر صراع ضخمة وتطرفا في سوريا والعراق وتغيرات دراماتيكية في ليبيا واليمن، وكذلك التطور الديموقراطي في تونس وحالة الترقب في مصر، وما حدث للمنطقة والخليج وهدوء الساحة النسبي، أعاد صحوة لبعض الشباب الذي انجرف تحت عناوين كبرى وتمترس حول شخصيات وترديد عبارات واصطلاحات وفق رؤية خاصة وفهم وإدراك محدود.

صحوة على عدم نجاح رفع شعارات كبرى مثل الحكومة المنتخبة أو شعبية الوزارة او حتى مطالبات بأسلمة القوانين، وهي مطالب رفعت من قبل قوى وتنظيمات على علم تام بأن صيغة دستور 1962 تتسع لهذه التعديلات، فتوزير المنتخبين أمر تحقق في عام 1992 في وزارات مهمة ولم تنجح التجربة، ولكن ممكن اعادتها، واما شعبية الوزارة، وهي أيضا مطلب حسب الدستور، موجودة بيد رئيس الدولة في تكليف من يراه مناسبا حسب المادة 56 من الدستور، أما شعار أسلمة القوانين فليس سرا أن %95 من قوانين الدولة هي حسب الشريعة، ولكن للأسف ان ترهيب من يخرج على هذه الشعارات واعتبره شريكا في الفساد والإفساد والمقاطعة الاجتماعية واستخدام عبارات عاطفية تمس الوجدان تجاه من يتخذ موقفا مغايرا او أكثر حرية، إذا كان التأثير في الشباب المتحمس ذي التجربة البسيطة في هذا النوع من العمل السياسي يثمر ومع الغلاة من المتشددين والمتعصبين لآرائهم، ولكن بالتأكيد ان هذا التأثير أقل، بل وينعدم على من خبر الحياة وتشبع طويلا لخطابات وشعارات رددت بلا تطبيق وشاهد المتناقضات، وهي الآن أبعد ما تكون عن الحصافة والكياسة السياسية، ولسنا بصدد النصح والتقييم، ولكن الأجدى الاتفاق على مكافحة الفساد وإصلاح الإدارة وحل مشاكل المواطنين من سكن وصحة وتعليم ستؤتي بثمار أكبر من ترديد شعارات واصطلاحات بدأ يعطي ترديدها مفعولا عكسيا، وقد يدفع المحبطين إما للتطرف أو اللامبالاة، وبهذا سيخسر الجميع.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك