عن رحيل الحمامة 'فاتن'!.. يكتب صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب يناير 19, 2015, 12:27 ص 471 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / الحمامة 'فاتن'
صالح الشايجي
ما كانت طفلة استثنائية
ولا فتاة استثنائية
ولا امرأة استثنائية
كانت «فاتن حمامة» طفلة مصرية عربية تشبه فيما هي عليه بنت الجيران وبنت المدينة وبنت الريف وبنت البلد العربي القصي وبنت البلد الأدنى..
وكانت فتاة لها ما لها وهي طفلة ثم امرأة سائر نساء العرب!
هل يا ترى فيما قلت أقلل من شأنها أو أنني أنكر سطوعها الآخذ إليه عيون الناس العرب على مدى ثمانية عقود من زمنهم الغارب!
بالتأكيد لا أفعل ذلك بل إني أفعل عكسه.
لم تغرب صورة الطفلة فاتن حمامة في فيلمها الأول «يوم سعيد» عن عيون من رآها في ذلك الفيلم، بل تكررت تلك الصورة في كل فيلم سطعت فيه.
ذلك الوجه المحبب للعين الناظرة هو وجه فاتن حمامة الذي لم يتغير على مدى عمرها الفني الذي قارب العقود الثمانية لتشكل بذلك أطول عمر فني لممثل أو ممثلة.
كانت قريبة من الناس بما تملك من حضور قوي في أذهانهم وفي ذاكراتهم وفي تفاعلهم النفسي.
قبلها لم يكن اسم «فاتن» من الأسماء التي تطلق على بنات العرب، وبعد أن برزت هي، صكّت هذا الاسم لتسمى به بنات عربيات كثر، ربّما هنّ ملايين الآن.
الناس أحبّوا فاتن حمامة وأطلقوا اسمها على بناتهم حبّا بها ولقربها منهم ولتأثرهم بها، فحضرت في بيوت كثر، وصارت فاتن فواتن كثرا في كل بلاد العرب.
ربّما لم يفكر أحد في غرابة الاسم «فاتن»، فكيف لأنثى أن تحمل صفة مذكّر «فاتن» وليس «فاتنة». وفي اسمها قلبت أسس الأسماء وقواعدها، فاسمها وهي الأنثى اسم مذكّر «فاتن» واسم عائلتها المفترض فيه التذكير كما هي عادة الأسماء، اسم مؤنث «حمامة».
قبل أسبوعين تقريبا سمعت لها لقاء هاتفيا تلفزيونيا تتحدّث فيه بحيويتها وبنبرة صوتها ذاتها التي كنا نسمعها وهي شابة عفيّة في أفلامها، ولم تكن تدرك ـ ولا أحد ممن سمعها ـ أنّ الموت يدق باب قلبها وأن خط النهاية اقترب، نهاية حياة عاشتها الملايين ولم تعشها فاتن وحدها.
عاشت «فاتن حمامة» في قلوب الملايين وماتت بقلبها.
تعليقات