فهد بن رشاش يكتب - 'هكذا نستطيع الرد'

زاوية الكتاب

كتب 1197 مشاهدات 0


جرت العادة في حروب الحضارات ، أن تُهاجمٓ الرموز الدينية والشعائر والنيل منها كإشارة لحرب جديدة ، نعم كل الحضارات عدا حضارة الإسلام العادلة ، فهي تسعى لتحرير الإنسان من الظلم والطغيان بإسم الإسلام الذي من ثمراته السلام ، فهي تنقذ العباد من عبادة الظلمة المتجبرين  إلى عبادة رب البشر أجمعين  ...

لذلك إن أردنا الإنتصار لديننا ورموزه وشعائره ، لا يكون ذلك بالهجوم ونحن غير مستعدين ، ولا بالدفاع ونحن غير مُقدرين ، ففرنسا وما فعلته إحدى صحفها ليس من قبيل الحرية بل هو (برومو) لفيلم جديد لمحاربة الإسلام لكن هذه المرة ليس بالتعرض والهجوم على أتباعه كما هو الحال بالحرب على الإرهاب ، بل هي محاولة للتطاول على متبوعهم المصطفى - عليه الصلاة والسلام - محاولين بذلك طمس هوية حضارتنا أكثر بالإزدراء بنا ونحن ننظر !  وللقادم منهم أيضاً ننتظر ! ما دمنا على هذا الحال مرتضين، هم قد جربوا الهجوم على الأفراد فعاونتهم بعض الأنظمة بإسم التعاون العسكري المشترك ، هل قلت تعاون ؟ بالفعل تعاون ليس سذاجة من المتعاونين بل هو بغيتهم للحفاظ على عروشهم فقط ، فهم حكّام بالتوارث ، إنشغلوا بالحكم عن أساسه الذي هو الحضارة ، أما الآن بعد هذه الهجمة أي تعاون سيحصل بينهم وعلى من هذه المرة  ؟؟

أيها السادة الإنتصار والدفاع قبله لا يكونان بوسائل فردية متفرقة متشتة ، فصناعة القوة والإحترام ليسا بالحماسة العمياء ولا الزهد بالعلم والتطور بإسم القناعة ، نحن أمة نهوضها مرتبط بالعلم والمعرفة والتطور هذا ما أورثتنا إياه أمجادنا السالفة ، أمجادنا التي فرضت إحترامها وقبله إحترام دينها على وجه البسيطة بأسرها ، نحن بالفعل لدينا حضارة لا تحجبها عين الشمس إلا أن جهلنا أرغمها على النوم بين صفحات التاريخ .

من السُّخف أن نبرر لهم بأن أخطاء الأفراد عندهم كأخطاء الأفراد عندنا ، الفارق أنهم دول دينية وان ادعوا نظرية الديموقراطية ، ونحن دول بعلاقاتنا الدوليه نستمسك بالديموقراطية ( الحريه ) فقط كي نتحمل أذاهم وهجومهم المتكرر بأسماء متعددة وحجج واهية ، فالحرية عندهم أولها الهجوم علينا وازدراؤنا ، والديموقراطية عندنا أننا نصمت عنهم هم ( فقط ) لأن ذلك من قبيل الحرية هكذا أُسقينا الحرية !

لن تفيق حضارتنا بالتمني والرجاء ، بل قيامها متعلق بقيامنا نحن إبتداءاً ، فالحضارة القوية حملها ثقيل وتقديرها حق قدرها أثقل ، ويجب أن نعرف ان اتّباع الغرب وغيرهم ليس من الحضارة بل مسابقتهم هو المطلوب كي نكون أمة تستحق الإحترام .
 
جموع طيبة كثيرة ترى الرد بالرمزية و هو أقل ما يستطعونه ، بزعمهم أنه يكفي أو هو المطلوب حقاً ، هذه طاقتهم وهذا أقصى جهدهم  بنظرهم ، هذا ليس خطأ بل الخطأ هو اقتناعهم بذلك !  مع أنهم اهل حضارة قوية لا تنكر ولا تنسى ،  وبذورها حية تنتظر من يسقيها كي تكبر و تظله مادام محافظ عليها .

ما بعد النقطة :
هم واثقون من جهلنا ! فالجهل ليس أن نميّز حرف الراء من الدال ؛ بل الجهل الحقيقي أننا لا نتجرأ ونستخدمهما معاً كـ ( رد ) مُستحق مشرّف ، فيا أيها السادة إن لم نعرف حقيقة حضارتنا وقوتها فنحن إلى الآن لسنا مستعدين ...


فهد بن رشاش

الآن - رأي / فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك