متى نفيق ونصلح أحوالنا ونعوّض ما فاتنا منذ التحرير؟!.. وليد الغانم متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 481 مشاهدات 0


القبس

17 يناير يوم لا ينساه العالم والكويتيون

وليد عبد الله الغانم

 

وهل ننسى اليوم الذي آذنت فيه شمس الحرية بشروقها على الكويت من جديد؟ فهل نسينا خميس الغدر من قبله حتى ننسى خميس النصر؟ 17 يناير 1991 من أجمل أيام الكويت في تاريخها على مدى ثلاثة قرون، إذ به بدأت قوى التحالف تنفيذ وعدها وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بطرد الجيش العراقي الغازي للكويت، وإعادة الشرعية إليها، لتستمر حرب عاصفة الصحراء بمشاركة 34 دولة قرابة 40 يوماً لاسترداد الكويت وإعادتها إلى أهلها ودحر الغزاة المعتدين.

ماذا كان حال الصامدين في الديرة تلك الأيام، وكيف كانت أحوال المغادرين؟ مع طلوع شمس كل يوم تخفق القلوب، ومع كل ليلة تدمع العيون، فتارة نكاد نرى النصر بين أيدينا، وتارة نراه قد غاب عنا، وتتلاعب بنا تصريحات السياسيين والعسكريين، ونسمع الأخبار فترتفع المعنويات مرة، وتهبط مرة أخرى، وتحيرنا مبادرات اللحظات الأخيرة، والمساومات الخفية، ولولا إيمان الناس بربهم وتوكلهم عليه لما تحملوا تلك الليالي تحت وقع القنابل والصواريخ والراجمات والمعتدين الذين لم يرعوا ذمة ولا إسلاماً ولا عروبة ولا جواراً.

24 عاماً مرت، وكانت كافية لبناء أجمل الأوطان وإعادة أروع البلدان، وتأسيس أعظم المجتمعات، ولكننا للأسف ضيّعنا هذا العمر الثمين من تاريخ الوطن في صراعات سياسية لا طائل منها. وعجزنا عن رسم هويتنا والتخطيط لمستقبلنا، وقد كانت بين أيدينا فرصة عزيزة لا تقدر بثمن، ولكننا لم نحسن استغلالها، وخسرنا الكثير على مستوى الوطن، وما زلنا نفرط في ما نملك من دون إحساس بما هو آت، فمتى نفيق ونصلح أحوالنا ونعوّض ما فاتنا؟ الكويت عظيمة بخيرها، كبيرة بأهلها، جميلة بتاريخها، فلنحافظ عليها لمن بعدنا كما تسلمناها ممن قبلنا، فإنها أمانة في رقابنا جميعاً.

الحمدلله على نعمة التحرير، ورحم الله شهداءنا الأبرار، والله الموفق.

• إضاءة تاريخية:

7 شهور تحت الاحتلال رأيت وسمعت رجالاً وشباباً ونساء وضعوا الكويت وأهلها في قلوبهم، وفدوها بأموالهم وبأرواحهم، وخاطروا بحياتهم ليل نهار، فهم نجوم ساطعة في إرثنا الرائع، ولكني لا أنسى وقاحة قلة بائسة ممن كان في ظلمة الغزو يفكر في انتخابات ما بعد التحرير وتحقيق المكاسب لنفسه ولجماعته، فشاهت وجوههم وعابت أفعالهم وكرههم الناس رغم تمثيلهم وادعائهم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك