هل من الحكمة استعمال الحرية لإثارة غضب أتباع ديانات أخرى؟.. خليفة الخرافي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2015, 12:27 ص 1002 مشاهدات 0
القبس
هل الإصرار على إثارة غضب المسلمين نوع من البطولة والتمدن والحرية؟
خليفة مساعد الخرافي
ظهر على شاشة التلفاز شاب فرنسي يلبس دشداشة بيضاء اللون، واضح انه من اصول دول المغرب العربي، ثائر، حانق، محق في غضبه قائلاً: اذا كان الفرنسي يغضب لمن يشتم والديه ويقوم بضربه، فمحمد عندنا اكبر من هذه المكانة، فهو رسول الله الذي هدانا الى الصراط المستقيم، ولولاه لكنا على جهلنا. (انتهى كلامه)..
ونحن نتساءل: لو تم رسم كاريكاتير يسيء إلى الحكام العرب، ما ردود الاعلام الرسمي العربي والحكومات العربية؟، بل نشاهد قادة يجرمون التظاهرات في بلدانهم وبالوقت نفسه يشاركون بمسيرات في باريس لمقتل اكثر قليلاً من عشرة اشخاص.
مما يجعلنا نتساءل: لماذا لم تخرج مسيرات في عواصم العالم لمقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف في سوريا وغزة؟
«نحن ضد ما حصل من خلال فكر مريض يستخدم التصفية الجسدية والقتل لمواجهة مخالفيه، المجلة المحدودة التوزيع زادت مبيعاتها من 30 الف عدد الى ثلاثة ملايين، حيث تعاطف البعض معها ودعمها، فهل هذا ما رغب فيه من دافع عن الاسلام بهمجية وليس من خلال الشكوى للمحاكم الفرنسية على ناشري هذه المجلة المنحرفة، التي لها باع كبير في إثارة غضب المسلمين بالرسوم المسيئة لسيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه؟».
تتخذ مجلة شارلي إيبدو الفرنسية منحى استفزازيا باعتمادها التناول الساخر للقضايا والشخصيات مثل باباوات الكنيسة والرؤساء والأنبياء والرسل، انما ركزت، بشكل منفر، الاساءة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تعلم مدى الغضب الذي سيتركه كاريكاتيرها على المسلمين.
هل من الحكمة استعمال الحرية لاثارة غضب اتباع ديانات اخرى؟
لقد صورت الرسوم سيدنا محمد (اللهم صل وسلم عليه)، في أوضاعا مهينة «أثارت مشاعر المسلمين».
ودافع رئيس تحرير المجلة ستيفان شاربونييه، الذي ينشر تحت اسم شارب، عن الرسوم. وقال في مقابلة معه عام 2012: «محمد ليس مقدسا بالنسبة لي. أنا لا ألوم المسلمين على عدم الضحك على رسومنا. أنا أعيش في ظل القانون الفرنسي، لا تحت حكم الشريعة الإسلامية».
ومع تزايد حدة الغضب دافعت الحكومة الفرنسية عن حرية التعبير، على الرغم من انتقادها للمجلة بسبب إثارة التوترات.
نتساءل: هل هذا ما يطلق عليه صراع الحضارات، وهي مجتمعات ثقافتها تختلف عن ثقافات مجتمع آخر فتتصادم بدل ان تتلاقح؟
تغلب على شعوب امم اوروبا الغربية وكندا واميركا الشمالية الطبقة المتوسطة، وهم متسامحون حضاريون محافظون، انما اقلقهم كثيراً قضايا الارهاب واستخدام العنف.
تعبنا مما يحصل من أحداث وما يحاك في الظلام من خطط ومكائد ودسائس يعدها أشرار لإثارة مزيد من الصدام والتأزيم والفتن.
لهذا، نتمنى على قيادات أوروبا والدول الغربية أن تسن القوانين التي تجرم المساس بالأنبياء والرسل في جميع الأديان لنضع حداً لهذه الفوضى والتمادي فيها.
***
في أكتوبر 2004 وفي حقبة الرئيس الاميركي بوش الابن، صدر القانون الأميركي لردع معاداة السامية وتعقبها عالميا، وعله أثره شرعت الولايات المتحدة الأميركية، من خلال مكتب متخصص تم إنشاؤه في وزارة الخارجية، في رصد ما تسميه العداء للسامية في أنحاء العالم.
تعود أصول معاداة السامية في المسيحية إلى اتهام اليهود بصلب يسوع واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى، مستندين بذلك على قول اليهود أثناء محاكمة سيدنا عيسى عليه السلام: «دمه علينا وعلى أولادنا».
ومع تولي الحزب النازي السلطة عام 1933، أمر الحزب بحرق كتب الديانة اليهودية، كما أنه سن القوانين المعادية لليهود. وفي عام 1935، حددت قوانين نورمبرغ اليهود حسب دمهم، وأمر بالفصل الكلي بين «الآري» و«غير الآري»، مقننين بالتالي التفاضل العنصري. وفي التاسع من نوفمبر عام 1938، دمر النازيون المعابد اليهودية ونوافذ المتاجر التي يمتلكها اليهود في كل أنحاء ألمانيا والنمسا واطلق عليها Kristallnacht (ليلة الزجاج المكسور)، وقصص حرق اليهود بالأفران التي ضُخمت اعلامياً، فتعاطف قواد الدول المنتصرة في الحرب مع اليهود.
قامت الصهيونية العالمية في عام 1945 بالسعي لتجريم أعمال «اللاسامية» فعلا او قولا.. وتجريم إنكار محرقة الهولوكوست، فمجرد إنكارك للمحرقة تعتبر متهما بمعاداة السامية،
وقد نجح اليهود بسن القوانين التي تمكنهم من فرض أنفسهم والاقتصاص من معارضيهم بحجه معاداة السامية.
والسامية هي من ينتسبون لسام بن نوح، فتميز اليهود عن بقية خلق الله بإجبار العالم على احترام عرقهم وتاريخهم وإلا سوف يعاقب بالسجن.. انه الكيل بمكيالين.
***
«وصل من خططوا للربيع العربي (الفوضى الخلاقة)، الى مبتغاهم ومآربهم الشريرة، لانهم جعلونا نندم على زوال حكم دكتاتوريات ظالمة مجنونة امثال: قذافي ليبيا وصدام العراق وعلي صالح اليمن وزين العابدين تونس ومبارك مصر، وتردت اوضاع هذه الدول وشعوبها على كل الاصعدة أمنياً واقتصادياً وخدمياً، واصبحنا نتمنى عدم خلع الطاغية بشار الاسد خوفا من قدوم الأسوأ للشعب السوري.
نتائج الربيع العربي جعلتنا نتمسك بأنظمة تسلطية فاسدة، بدل المطالبة بإصلاحات سياسية جذرية خوفاً من المجهول وتداعياته».
***
«مهد الغرام ومسرح الغــزلان
حيث الهوى ضرب من الإيمان
تتعانق الروحان فيه صبابـــة
ويعـف أن يـتعـانـق الجـسـدان
فإذا سمعت بعاشقين فقل هما
مـلـكـان مـتصـلان مـنفـصـلان
مـا دار ثمـة والحـديث كـأنـه
راح تـديـر كـؤوسهـا الملـكـان»
بشارة الخوري
***
«رحم الله امير القلوب الشيخ جابر الاحمد، فقد كان يجسد الخير والحكمة والاخلاق الحميدة والتواضع بأفعاله وأقواله».
تعليقات