تونس قبلة الديمقراطية برأي مناور الراجحي

زاوية الكتاب

كتب 1013 مشاهدات 0


يوم 14 يناير هو يوم الحرية والعزة والكرامة كما يسميه أهل تونس، هو اليوم الأخضر في مسيرة الربيع العربي، والذي ترسمه تونس الخضراء، بأيادٍ مخلصة بحب الوطن، وآملةً في مستقبل مشرق لتونس الغالية.

أتجول في شوارع تونس الحبيبة التي تتزين لعرسها الديموقراطي الكبير في الذكرى الرابعة للثورة التونسية، التي رسمت فيها تونس أجمل لوحات البطولة والتحضر والديموقراطية.

تونس الخضراء هي التي أزهرت أول وردة في سماء الربيع العربي، وهي التي حافظت على نهجها الثوري من أجل الحرية، وهي التي حاربت وقاومت موجات العنف والتطرف والارهاب التي تريد ان تخرج الثورة عن اطارها، وهي التي تحتفل اليوم بالانتقال الديموقراطي لمقعد الرئاسة للرئيس الجديد، وسط احتفالات شعبية، وآمال عريضة بالمستقبل المشرق.

خلال زيارتي المتكررة لتونس اتضحت الصورة أمامي شيئاً فشيئاً، فبعد الثورة كانت زيارتي الأولى، وكنت أخشى على تونس من القلاقل والتوتر، لكنني بدأت أتفهم الأمور بشكل أكبر في الزيارة الثانية، وأن التونسيين ليس لديهم أي نية للتراجع عن خطواتهم الفارقة في التاريخ، ولن يتنازلوا أبداً عما حققوه من مكاسب، وعما تنفسوه من حرية، والآن وبعد العديد من الزيارات، أستمتع بأجواء تونس الساحرة، وأرى زهرات الربيع العربي تثمر في سماء الحرية، وتشرق على أرض تونس الغالية.

هنا في تونس تجد الحضارة والعلم والتحضر والصحبة الراقية، والأهل والخلان، فلقد تشرفت بالتواصل مع أستاذنا وزميلنا السابق في قسم الاعلام الدكتور المنصف الشنوفي وأستاذي الدكتور لطفي المشيشي وبعض من الأصدقاء ومنهم الدكتور صادق الحمامي والاعلامي عزالدين، وكل هؤلاء والكثير من أهل تونس الحبيبة وجدت فيهم الأخوة الصادقة، والمحبة والترحاب وحسن المعشر، ناهيك عن طاقم سفارتنا وعلى رأسهم سعادة السفير فهد العوضي صاحب الابتسامة ودماثة الخلق، الذي كانت لتواصله المستمر مع القيادة التونسية صورة صادقة لبلدي الحبيب الكويت، أما أخي دخيل الخرينج صاحب المضياف فكان لمضيافه دور كبير لانعكاس الروح الكويتية وصبغتها الطيبة بين أبناء تونس وكل من دخل هذا المضياف من عرب وغيرهم، فشكراً لكم ولجميع طاقم السفارة.

ان احتفالات الحرية في تونس في يوم 14 يناير، لا تمثل رسماً للمستقبل فقط لتونس، لكنها أيضاً تمثل بارقة الأمل لباقي ثورات الربيع العربي، واصراراً على تكملة الطريق، ومواجهةً لكافة العقبات والصعوبات التي تواجه الربيع العربي، لذلك فعلى جميع التجارب الأخرى، ان تحذو حذو تونس وأن تتبع خطاها، فكما كانت صاحبة الشرارة الأولى لموجات الربيع العربي، فهي الأولى الآن في الخروج الناجح من مرحلة المخاض لهذه الثورات، وما اراه من خطوات مضيئة على أرض الواقع، ينبئ بمستقبل باهر لتونس الحبيبة.

قد تنتهي زيارتي الى تونس الغالية بعد أيام قلائل، لكني أرحل منها، مع وعدٍ وأمل وشوقٍ بالعودة اليها بمشيئة الله تعالى، فأنا متهمٌ من أصدقائي دائماً بحبي الشديد لتونس الخضراء، وجوها الساحر، وأهلها الطيبين، ودائماً يسألونني عن حبيبتي في تونس، وهم لا يدرون ان تونس هي الحبيبة بتراثها العريق، وشعبها الأصيل، لذا يأخذني الشوق لأعود اليها دائماً، ولأراها كما عهدتها مشرقةً متجددةً، تسبح في فضاء الحرية، وتمثل الصحوة القادمة للأمة العربية الأبية.

أرجوحة أخيرة:

عودة لعنوان المقالة، هل تعلم عزيزي القارئ أن أول دستور سطر في العالم قد سطر في تونس وهو ما يسمى بدستور «قرطاج» وهل تعلم أيضاً أن أول دستور بمعناه الحديث في الوطن العربي هو دستور 1861 وهو دستور أعد بعد ثورة الحركة الاصلاحية التي كان يتزعمها المناضل خيرالدين التونسي وهو دستور يعد تجسيداً لدستور «عهد الأمان» الصادر 1857 الذي سطر لسكان تونس قبل قرن ونصف مجموعة من الحقوق والحريات أيا كانت ديانة ومذاهب وعرق هؤلاء.
وكما يقال التاريخ يعيد نفسه فإن أول شرارة للربيع العربي أو التحول العربي كما أنا اسميه انطلقت من تونس ولهذا أطلقنا على تونس «قبلة الديموقراطية» ودمتم ودام العمار في تونس والكويت وجميع بلدان الوطن العربي.

د.مناور بيان الراجحي

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك