سلطة العيب في العقلية العربية أخذت تطغى على سلطة الحرام!.. بنظر ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2015, 12:47 ص 672 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / العيب والحرام
ناصر المطيري
تختلط في الثقافة والذهنية العربية معاني العيب والحرام في التعامل الاجتماعي والسلوك الأخلاقي بل ان سلطة العيب في العقلية العربية اخذت تطغى على سلطة الحرام «يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم».
وباعتقادي أننا أمام اشكالية ثقافية في التصادم بين ما هو ديني وما هو اجتماعي.
ثقافه العيب والتحريم مكون أساسي في شخصيتنا تعبيرنا عن الحب عيب وعن الضعف عيب وإظهار مودتنا للآخرين عيب.
وكما يقول البعض: دخل العيب على الحرام فأفقده عظمته في نفوس البشر ونجح في وضع غشاء سميك على القلوب حتى أعماها.
التداخل بين العيب والحرام اكتسبه أهلونا من آبائهم وأمهاتهم وتوارثناه نحن منهم لذلك تعتبر هذه الثقافة مكتسبة ونراها عند اغلب الناس الا من نجح في التجرد منها وربى أبناءه على ان لكل منهما معنى يختلف عن الآخر.
ولعل أهم سبب ادخل المصطلحين ببعضهما وأفقد كل منهما صحة الآخر هو التمسك الخاطئ بالعادات والتقاليد الذي اعادنا الى الخلف آلاف الخطوات فكل من يرى ان العادة المُعيبة تطغى على دين الحق فهو جاهل.
المفكر الدكتور مصطفى محمود يصف فيها بيئة الثقافة والعقلية العلمية في المجتمع العربي يقول فيها: «اذا رأيتَ الناسَ تخشى العيبَ اكثر من الحرام، وتحترمُ الأصول قبل العقول، وتقدّسُ رجلَ الدين اكثر من الدين نفسه فأهلاً بك في الدول العربية».
من اخطر ما نقع به في قضية الخلط بين العيب والحرام اننا نستسهل الحرام ونستصعب العيب وعندما نتأمل هذه الجملة فسنعلم اننا فضلنا الدنيا بما تفرضه علينا على الآخرة ونعيمها لأن العيب وان كان مرتبطا ببعض الخيوط التي تساعد الفرد على اظهار جماليات سلوكه الا انه لا يطغى على الحرام.ض
تعليقات