ضوابط 'القيادة الأخلاقية'!.. بقلم تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 960 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  عام 2015 وأهمية 'القيادة الأخلاقية'!

د. تركي العازمي

 

تطلعنا في أعوام سابقة إلى آمال جديدة لجيل اليوم وجيل الغد واليوم وبعد انقطاع لأشهر عدة نعود لنجدد الأمل في عرض أهمية القيادة الأخلاقية.

من منا يستطيع العيش بعيدا عن الأخلاق؟ وهل للأخلاق صلة بنجاح العمل المؤسسي والتفاعل الاجتماعي معها؟

القيادة الأخلاقية منحت أهمية قصوى بعد الأزمة المالية التي عصفت في العالم عام 2008 ووضعت الضوابط الأخلاقية لبسط حوكمة من شأنها منع أي تجاوز أخلاقي على المستوى المؤسسي.

هي ببساطة وأعني القيادة الأخلاقية متصلة بالعمل وفق المنهجية الصحيحة وخلافها يعتبر غير أخلاقي.

في الأمس وقبل وقوع الأزمة المالية كان بعض أصحاب القرار يتخذون قراراتهم بشكل فردي بحكم تغلب الكاريزما على حالتهم المعنوية التي ينتج على اثرها القرار وما كل مجتهد مصيب لكن الوضع بات مختلفا حيث أحيط بعض القياديين بضوابط تحد من «نشوة» الكاريزما ليأتي القرار وفق قنوات «فرق عمل متخصصة» وبعد بحث وربط مع تلك الضوابط لتكون مصلحة المؤسسة وكل مستثمر فيها المحرك الرئيسي للقرار المراد اتخاذه.

هنا عندما تتجرد الأهواء النفسية الشخصية من صفة متخذ القرار تجد صداه الإيجابي واضحا، ونحن في الكويت أحوج لهذا النوع من القيادة كي تنعم الكويت وشعبها ومقيموها بقرارات أخلاقية تمكن أصحاب الرؤى من بلوغ غاياتهم.

إنه عمل جماعي ... فالقيادي من غير تابعين تنتفي الصفة القيادية منه والقيادي من غير حوكمة «ضوابط» تعينه على اتخاذ القرار السليم لن يكون قياديا فاعلا.

يقول قوفي وجونز من كلية لندن لإدارة الأعمال في بحثهم المنشور بدورية مجلة هارفارد عام 2000 و 2006 «إن القيادي المؤثر هو من يعترف بنقاط الضعف لديه»؟

يعني هذا إن الضعف موجود ... نحن العرب نكرر عبارة «ما خاب من استشار» وهم يتجاوزون نقاط الضعف من خلال فرق عمل ومستشارين «صح»!

نحن نختلف عن الغرب ... فالاستشارات الخاطئة هي من توقع القيادي في الخطأ ولو بحثت لوجدت القيادي بريء وذنبه إنه أخذ باستشارة خطأ من مستشار خطأ.

وعليه. أتمنى من المولى عز شأنه أن يهب أصحاب القرار صفة القيادي الأخلاقي عبر الاستعانة بمستشارين «صح» وإحاطة قرارهم بحوكمة سليمة .

لقد مرت علينا عقود نشعر بالأزمات على المستوى القيادي وقد يلاحظ البعض الأسباب في حدوثها لكن ثقافتنا ظلت على ما هي عليه وواجبنا هنا لا يتعدى توجيه النصيحة فقط أما العمل بها من عدمه فنتركه للظروف ومن يهمه الأمر.

ونحن ما زلنا متمسكين بالأمل وإن شاء الله تعود الصفحة في عام 2015 إلى بريقها وننعم بإنتاجية أفضل مما كانت عليه ... والثابت ان الأخطاء واردة في كل زمان ومكان لكن الاستمرار بها هو الخطأ غير المبرر ... والله المستعان !

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك